Monday 5th July,200411603العددالأثنين 17 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

في ندوة الحوار الحضاري من أجل التعايش السلمي بجنيف في ندوة الحوار الحضاري من أجل التعايش السلمي بجنيف
د.التركي: «خطر المدّ الإسلامي على أوروبا» نظرة تفتقر إلى المصداقية والأدلة الواقعية

* مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي:
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس المجلس التأسيسي للمؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ان الحوار الحضاري والتعايش السلمي بين الشرق والغرب موضوع مهم يتطلب عقد لقاءات عالمية لمناقشة قضاياه وخططه مشيراً إلى أن سويسرا هي البلد المؤهل لاستضافة هذا النوع من اللقاءات.
وبيَّن في كلمة القاها في ندوة نظمتها المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف بعنوان (الحوار الحضاري من أجل التعايش السلمي) ان المراكز والمنظمات الإسلامية القائمة في الغرب ليست لخدمة الجاليات المسلمة وتنظيم شؤونها فحسب، بل لمدّ جسور الحوار والتواصل والتفاهم مع التنظيمات الحكومية والشعبية الأخرى.
وقال معاليه إن هذا اللقاء الذي يجمعنا مع شخصيات لها اهميتها من المسؤولين في الحكومة المحلية والفدرالية وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والرؤساء الدينيين ورؤساء الإعلام خير شاهد على ذلك.
واشار الدكتور التركي إلى أن دعم هذه المراكز والمنظمات ومساندتها من قِبل الحكومات القائمة في بلدانها من أهم اسباب تقوية الصلة بين العالم الإسلامي والدول الغربية التي تأثرت من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من أحداث.
وأفاد أن سويسرا ليست لها علاقات استعمارية مع العالم الإسلامي إلا أنها من أكثر البلدان الأوروبية تقبلاً للجاليات الإسلامية فقد تضاعف عدد المسلمين فيها خلال الثلاثين سنة الأخيرة من نحو 16 ألفاً إلى ما يقارب ربع مليون وهي المجموعة الدينية الثالثة.
وقال إن وجود المسلمين في أوروبا وسائر انحاء العالم سيعزز التواصل والتعارف والتعاون بين الشرق والغرب، وأما ما يروّج له الآن في بعض المنابر الإعلامية والسياسية من التحذير من المدّ الإسلامي وخطره على مستقبل أوروبا فهو نظرة تفتقر إلى المصداقية والأدلة الواقعية وبُعد النظر.
وأكد أن الإسلام دين جاء متمماً لمسيرة الأنبياء في الدعوة إلى الإيمان بالله وعبادته وحده ومحاربة الإلحاد والوثنية وإتمام مكارم الأخلاق وإقرار الوحدة الإنسانية التي ترجع إلى أب واحد وأم واحدة.
وأشار معاليه إلى أن هناك حاجة واقعية تدعو إلى العمل المشترك من أجل تجاوز النظرة السلبية الى المسلمين عامة والمتقيدين بدينهم خاصة والتي تكرس الاعتقاد بالصدام مع الحضارة الحديثة وهي صورة صنعتها بعض دوائر الإعلام والسياسة المغرضة.
وقال الأمين العام للرابطة: (نحن لا نقر أن يتعرَّض أي شخص غير مسلم يقيم في العالم الإسلامي لأدنى سوء مهما كانت جنسيته لأن ذلك حكم ديني مفروض في شريعتنا الإسلامية).
واشار إلى أن كثيراً من المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي تتصل بالأوضاع العالمية المتشابكة ولا يمكن الوصول إلى حل لها إلا بطريق الحوار المثمر البنَّاء بين الفئات الحضارية المختلفة.
وقد حضر الندوة عمدة جنيف فيراد زينو كريستيبو ورؤساء ومديرو المنظمات الدولية في جنيف وممثلو الأديان في المقاطعات السويسرية.
يذكر أن هذه الندوة تأتي بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف.
وكان معاليه قد ترأس اجتماعات المجلس التأسيسي للمؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف يوم الخميس الماضي وذلك بمقر المؤسسة باعتباره رئيساً للمجلس حيث تطرق بالحديث لتاريخ المؤسسة منوها بالانجازات الكبيرة التي حققتها على مدى الخمس والعشرين سنة الماضية، والتي اسهمت بدور بارز في خدمة مصالح المسلمين ورعايتها، والدفاع عن حقوقهم وقضاياهم بما يكفل الحفاظ على شخصيتهم الإسلامية داخل المجتمعات السويسرية.
ونوّه الدكتور التركي بالدعم الذي تلقاه المؤسسة من لدن خادم الحرمين الشريفين لأنشطتها، والذي مكّنها من أداء رسالتها معرباً عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على هذه الأعمال الجليلة التي يقدمها للمسلمين في العالم وعلى وجه الخصوص مسلمي سويسرا.
هذا وقد تم خلال الاجتماع مناقشة جدول الأعمال حيث جرى الاطلاع على التقرير السنوي للمؤسسة وتمت المصادقة عليه، كما جرت دراسة الميزانية التقديرية للمؤسسة لعام 2004م بعد الاطلاع على الحساب الختامي للعام 2003م وتمت المصادقة على الميزانية التقديرية.
كما جرى خلال الاجتماع النظر في المحضر الخاص بمجلس إدارة وقف الملك فيصل في مدينة بازل، وكذلك النظر في مشروع اللائحة التنظيمية للمؤسسة وإقرارها تمهيدا لتسجيلها لدى السلطات السويسرية كمؤسسة خيرية اجتماعية.
وكان وفد رابطة العالم الإسلامي برئاسة معالي الأمين العام قد وصل إلى جنيف في وقت سابق من يوم الثلاثاء الماضي في زيارة لسويسرا تستغرق عدة ايام، وقد عبَّر د. التركي عن سعادته بهذه الزيارة التي تأتي ضمن برنامج الرابطة للتواصل مع المؤسسات الإسلامية والثقافية والحضارية في العالم وفتح قنوات اوسع للحوار والتشاور الذي من شأنه أن يسهم في إقامة علاقات متوازنة ومبنية على التعاون المتبادل بين المسلمين وغيرهم من شعوب العالم - حسب تعبيره -.
وقال إن الرابطة ستسعى من خلال هذه الزيارة إلى وضع أسس من التعاون بينها وبين كافة الجهات والفعاليات التي لها ارتباط بكل ما يخدم الإسلام والمسلمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved