* مكة المكرمة - أحمد الأحمدي:
أجاب فضيلة الشيخ أنس بن سعيد بن مسفر القحطاني في محاضرته (عفوا أبي الحبيب) وذلك ضمن النشاط المنبري لمهرجان مكة خير 25 الذي ترعاه الندوة العالمية للشباب الإسلامي عن سؤال ..هل يمكن أن يكون الآباء أعداء للأبناء ؟ وقد بدأ محاضرته بتوجيه رسالة عتاب إلى كل أب فرط في التربية ولم يعط ابناءه حقوقهم الواجبة عليه من تربية صالحة وسلوك قويم ومنحهم حريتهم كاملة فضلَّوا وأضلَّوا. وبين فضيلته أن الأب قد يكون عدواً لابنه حين يهمل تربيته ويتغاضى عن توجييهه وتعليمه أمور دينه، ويبخل عليه بالحب والعطف والحنان، مؤكداً ان مسؤولية الأب لا تقتصر على النواحي المادية من طعام وشراب ومأوى بل أن الجوانب المعنوية والنفسية من أولويات مسؤوليات الآباء. واشار فضيلته إلى أن الأب يجب أن يكون قدوة صالحة لابنائه في سلوكه وفي اقواله وافعاله وأن انحراف الآباء يؤدي إلى انحراف الأبناء، وحذر فضيلته من طغيان عواطف الأمهات على التربية الصحيحة لأبنائهن وإعطائهم الحرية المطلقة والتغاضي عن اخطائهم وسقطاتهم وعدم ضبطهم بضوابط الدين والتربية، وفي ذلك خطأ كبير يجب تصحيحه لأن الأبناء امانة في اعناق الآباء والأمهات، وفي عصر الشهوات والشبهات والمثيرات تتضاعف مسؤولية الآباء لحماية الأبناء من الرذائل المحيطة فمثل هذه الحماية واجبة على الآباء الذين يتحملون مسؤولياتها امام الله تعالى فكل راع مسؤول عن رعيته، ودعا فضيلة الشيخ أنس في نهاية محاضرته أن يفتح الآباء صدورهم وقلوبهم لأبنائهم ويجلسوا معهم ليتعرفوا على مشاكلهم ويعملوا على حلها بما يرضي الله ورسوله، وأن يحرصوا على اختيار الاصدقاء الصالحين لأبنائهم ليؤمنوا لهم بإذن الله حفظ دينهم وأوقاتهم من الضياع.
|