** يتسارع الوعي لدى الناس.. وبدأ تشكيل الوعي يأخذ مساره إلى حدّ كبير.. فالناس.. لم تعد كالسابق.. تشتهر بالتكاسل أو (تطنش).
** تجد الشخص.. إذا انتهت رخصته أو استمارة سيارته.. أو أيّ ترخيص آخر.. سارع لتجديده وامتثل للنظام.. وهكذا تجد الناس في الشارع، وفي التعامل مع البلدية، وسائر الجهات والدوائر الأخرى.
** هناك وعي جيد.. وهناك صدقية.. وهناك تعامل وتعاون مع متطلبات الجهات المسؤولة.
** حتى المخالفات المرورية.. أخذت في التراجع.. وبدأت تقل مشاهدة هذا أو ذاك يقطع الإشارة.. أو يسير في الاتجاه الخاطئ.. أو يقف في الممنوع.. بينما كان في السابق.. الكثير يقع في هذه المشكلة.. بل إنني أعرف سيارات قبل ثلاثين سنة تقريباً.. كانت تسير دون لوحات لأكثر من سنة.. لأن صاحبها.. لم يفرغ للذهاب للمرور واستخراج لوحة.. وهكذا الناس في السابق.. يندر أن تجد شخصاً معه رخصة.. أو حتى هوية.
** اليوم.. الناس اختلف وعيها.. وصارت تهتم بالأنظمة واللوائح.. وصارت تتقيد بها.
** واليوم.. تسمع الناس تتحدث مثلاً.. عن نظام الإجراءات الجزائية.. الذي أصدرته وزارة العدل مؤخراً.. وفيه أنظمة ولوائح مهمة.. يلزم كل شخص أن يطلع عليها ويهتم بها.. بل ويحفظها.. ليعرف ما له وما عليه.. ويعرف حدوده وواجباته كمواطن.. بينما كانت المسألة في السابق.. مسألة اجتهادية.. فقد يرى رجل الشرطة حبسك أو توقيفك أو إطلاق سراحك.
** واليوم.. صارت الأمور مضبوطة بنظم ولوائح.. وبرجال يفهمون هذه النظم ويطبقونها ويلتزمون بها.
** ويظهر لي.. أن الناس بالفعل.. صار لديها وعي.. وصارت تتحاور وتناقش هذه الأنظمة.. مثل نظام الإجراءات الجزائية والمرافعات والمحاماة .. وصارت تتحدث عن التحضر والوعي.. والمدنية.. وعن أمور أخرى تعكس حجم النقلة التي حققها المجتمع.
** غير أن أكثر ما يؤذيك في الشارع.. هو تلك المخالفة التي فشل المرور فشلاً ذريعاً في القضاء عليها.. أو هو (يطنش)، وهي عندما يقوم صاحب سيارة.. ويلتف على كل السيارات الواقفة أمام الإشارة.. ويقف في المقدمة.. متجاوزاً الإشارة بعدة أمتار.. ومغلقاً نصف التقاطع.. ومعرقلاً الحركة المرورية.. وإذا فتحت الإشارة.. احتاج كلّ الواقفين إلى (تعليق البواري)؛ حتى يتحرك.. بعد أن يمضي.. عدة ثوانٍ وهو حاجزهم.. وموقف الحركة خلفه.. ومع ذلك.. فالمرور.. لم يتخذ حيال هؤلاء، وما أكثرهم، أيَّ شيء.
** لماذا؟
** لا أدري!
|