* بغداد - رويترز:
تتلهف الشابة العراقية هديل علوان (20 عاما) على ممارسة عملها الجديد في الشرطة لاعتقال المجرمين، وقالت هديل وهي احدى أصغر المجندات في وحدات الشرطة النسائية العراقية الجديدة (اكبر امنياتي هي تدمير الارهاب ، أريد النزول الى الشارع والقيام بكل ما يقوم به رجال الشرطة) ، وفي غمرة المواجهات مع نشاط المقاومين وتفشي جرائم العنف منذ سقوط الرئيس العراقي المعزول صدام حسين بدأت السلطات العراقية تعتمد على شرطيات للمرة الاولى منذ عقود ، ومثل الرجال فانهن يواجهن خطر انفجار السيارات الملغومة والهجمات التي يشنها مقاتلون مسلحون بكثافة على مراكز الشرطة والتهديدات بالاغتيال للتعاون مع القوات الامريكية ، الا انه يتعين عليهن ايضا مواجهة المشاعر المضادة من العراقيين المحافظين الذين يعتبرون الشرطة مهنة قاصرة على الرجال .
قالت هديل بعد تدريب بمسدسها من طراز جلوك 19 في كلية الشرطة ببغداد (بعض صديقاتي حولن الامر الى مادة للفكاهة ، لقد سألوني عما اذا كنت خائفة وقالوا لي انها ليست وظيفة نسائية) ، وتابعت (لا استطيع ان اخوض كثيراً في الجدل معهن لان لديهن طريقة تفكير مختلفة) ، ويدوي صوت الرصاص فيما تتدرب الشرطيات على اطلاق النار وهو ما يذكر بالتفجيرات والهجمات الاخرى التي شهدتها بغداد وأدت الى مقتل 800 على الاقل من رجال الشرطة خلال العام الماضي .
وربما كان العراق احد اخطر الاماكن لاولئك الذين يضطلعون بمهام مكافحة الجريمة ، الا ان هديل التي لم تتزوج بعد قالت ان اقاربها شجعوها على مواصلة الطريق لتحقيق حلمها رغم مخاوفهم ، ومضت تقول (انهم قلقون علي خاصة عندما يسمعون بشأن الانفجارات) ،
ويقول مدربو الجيش الامريكي ان النساء قد يشعرن بالخوف من المدربين الرجال ، لكنهن في الاغلب يصرن في خشونة الرجال عندما يتعلق الامر باستخدام الهروات وتقييد المشتبه بهم ،
وقالت السارجنت كارميسيا رودرجيز وعمرها 22 عاما (الاسبوع القادم لدينا تكتيكات دفاعية نعلمهن كيفية استخدام الاغلال والهروات ، سيكون الامر مثار اهتماهن) ، وشجعت ادارة التحالف التي سلمت السلطات لحكومة عراقية مؤقتة يوم 28 يونيو حزيران الشرطة العراقية على البدء في تعيين نساء عندما تبدأ في تدريب القوة التي اشتهرت بالفساد وانتهاكات حقوق الانسان خلال عهد صدام .
وقال ديفيد دون (26 عاما) من بافالو في ولاية نيويورك (انهم يطلقون النار بصورة أفضل من بعض الرجال) ، وأضاف بعد حصة تدريب على اطلاق النار (كثير منهن يخشى السلاح ومن ثم فأنهن أكثر استعدادا للانصات الى ما نقوله) ، وتلعب النساء عادة في العراق دوراً اكثر اهمية مما هو الحال في كثير من الدول الاسلامية الاكثر محافظة ، الا ان كثيرا من النساء يقلن إن ثمة ضغوطاً تجعلهن يحرصن على الابتعاد عن الانظار منذ الغزو الامريكي .
|