Monday 5th July,200411603العددالأثنين 17 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

دورية (العرب) في عددها الجديد: دورية (العرب) في عددها الجديد:
تنتقد شروحات ابن جني لديوان المتنبي

* قراءة - علي سعد القحطاني:
تواصل دورية (العرب) الصادرة عن دار اليمامة للبحث والنشر والتوزيع في عددها الأخير الصادر في شهري جمادى الأول والآخر من عام 1425هـ الموافق لشهري يوليو وأغسطس من عام 2004م، تواصل رحلتها في تاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري.
واحتفى هذا العدد بمقال عن (المصباح في الفرق بين الضاد والظاء في القرآن الكريم نظماً ونثراً) لأبي العباس أحمد بن حماد الحراني (ت 618هـ) وتحقيق الدكتور حاتم بن صالح الضامن.
ولقد رحل الدكتور رشيد الخيون مع محمد بن حبيب في رحلته وكتابه عن التاريخ والأنساب فقد عاش أبو جعفر محمد بن حبيب زمن تأسيس تدوين التاريخ الإسلامي والتأليف بشكل عام، ولعله نهج فيه نهجاً لم يسبقه إليه أحد ففي عدد من مؤلفاته المحبّر والمنمّق مثلاً، عمد إلى التأليف الشامل، عبر قصص وروايات، منها المفصّل ومنها المقتضب، مستهلاً تاريخه بحياة الأنبياء، والمدد التي فصلت بينهم، وهي عنده تاريخ الخليقة، ثم تناول تاريخ العرب في الجاهلية والإسلام غزوات وسيراً وأحداثاً.
كان ابن حبيب الأول في هذا الطراز من التأليف، لم يسبقه غير مؤرخين اختصوا في السيرة والمغازي والطبقات، مثل: محمد بن إسحاق (ت 151هـ) والواقدي (ت 206هـ) وابن هشام (ت 213هـ)، وابن سعد (ت 230هـ) وماعدا الأول كان الثلاثة الآخرون من مجايليه، ويتضح من عناوين مؤلفاته: الخيل والعقل والأنواء، والنبات، والحولان من الأشراف والفقم والوجان أنه من السابقين في الكتابة بمواضيع ذات الاختصاص رصد فيها ما حوله من ظواهر طبيعية وحياتية، ولم يكن هذا الفن بعيداً عن التعرف على مؤلفات أرسطو ومنها كتاب الحيوان، وفي هذا النوع من الكتابة مثله مثل الأصمعي والجاحظ وأبي عبيدة وغيرهم.
وكتب في هذا العدد الدكتور حمدان بن عبدالمجيد الكبيسي عن (مشاورات الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور العسكرية)، كما كتب الدكتور عباس بن هاني الجراخ مقالاً عن: (موقف ابن معقل الأزدي من ابن جني في شرحه لديوان المتنبي) وفيه قال: حظي أبو الطيب المتنبي بما لم يحظ به شاعر قبله ولا بعده، إذ شغل الناس في حياته وبعد مماته إلى اليوم، وبلغت الشروح على ديوانه مائة شرح أو تزيد.
وكان أبو الفتح عثمان بن جني (392هـ) العالم اللغوي - أول شارح لديوانه، فله (الفَسْر) وما أن ظهر هذا الشرح حتى توالت الردود عليه، مبيّنة أخطاء معينة فيه، وذلك في كتب خاصة ألفها عدد من الأدباء وهم:
1) الزوزني، عميد الدين محمد بن الحسن بن سليمان (ت نحو 370هـ) وله: قشر الفَسْر.
2) أبو حيان التوحيدي (ت 400هـ) وله: الردّ على ابن جنيّ.
3) الربعيّ، علي بن عيسى (ت 420هـ) وله: التنبيه على خطأ ابن جني.
4) ابن فورّجة البروجرديّ، محمد بن محمد (ت 455هـ)، وله: التجنيّ على ابن جِنيّ.
وبيّن الدكتور عباس الجراخ منهج ابن معقل في الرد على شرح ابن جني لديوان المتنبي من خلال النقاط الآتية:
1) يُثبت بيت المتنبي أولاً، ثم يتبعه بكلمة (قال)، ثم يورد نص كلام الشارح، وبعد ذلك يذكر كلمة (أقول) مبدياً مآخذه أو تعليقه على كلامه.
2- يورد الأبيات والشروح على وفق النظام الذي اتخذه الشارح.
3- اتخذ نظام الإحالة، فنجد إحالات في أحد الشروح على شرح آخر.
4- كثرة الاستشهاد، ففيه استشهد لكثير من الشعراء القدماء والمحدثين، فضلاً عن الرُّجاز، كما أنه اقتبس من الآيات القرآنية الكريمة والحديث النبوي الشريف، مع استشهاده بكلام العرب وخطبهم وخاصة من خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وكتب الدكتور عبدالرزاق حويزي في هذا العدد من المجلة عن (البرهان عمّا في ديوان علي بن الجهم من وهم ونقصان)، ودعا الشريف محمد الصمداني إلى (تأصيل علم النسب) وقال: إنّ علم النسب وما يتعلق به شغل شاغل لكثير من الناس، عامة وخاصة، وهو من العلوم التي تحتاج إلى تأصيل وتقعيد، إذ السائم فيه كثير، وهذا المقال خطوة نحو تأصيل هذا العلم.. وذلكم ببيان معنى (النسب) في اللغة والاصطلاح، وتعريف الناسب والنساب والنسابة، وهي خطوة أولى في طريق طويل تحتاج إلى خطوات متممة ومشاركة وذلك بتأصيل مسائل النسب من جهة الفقه وعلاقة بعض مسائله بعلم العقائد والفرق وبحث شواهده التفصيلية من كتب الفتاوى والتاريخ والتراجم وعلوم الاجتماع والطب وغيرها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved