* جازان - إبراهيم بكري:
الإرهاب داء عضال تتجرع الأمم مرارته وللقضاء عليه لابد من محاربته من كافة الجبهات. ولعل الأغنية الوطنية تكون جبهة مهمة في تلك الحرب ومن جبهة الأغنية الوطنية نزرع روح الحماس ونروي جذور الولاء ونسقي آمال المستقبل. كيف لا والتاريخ يؤكد ذلك في كافة حقباته لا تقوم حرب إلا والكلمات والأشعار والأناشيد هي السلاح الأول في المعركة، بالكلمة تجر جيوش خلفها الهزائم وفي الجانب الآخر الكلمة تحقق الأهداف. الحديث عن الأغنية الوطنية وسحرها العجيب يطول فهي الوقود المحرك للهمم. ولعل ما نعاني منه حالياً من عمليات إرهابية بأشكال مختلفة يجعلنا نطالب بعودة هذا السلاح الفعال الأغنية الوطنية وطني الحبيب من ينساها وفوق هام السحب من ينساها ويا بلادي واصلي من ينساها لن تنسى فالتاريخ حفظها بماء الذهب انه وطن المعطاء الذي أعطانا الكثير فلن نبخل عليه بأروع الكلمات وأعذب الألحان : نقطة البداية في هذا الاستطلاع حول ما أثر الأغنية الوطنية في هذه الظروف فقد أكد المؤرخ عبدالرحمن الرفاعي أمين عام موسوعة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بمنطقة جازان وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة وعضو جمعية لسان العرب بجامعة الدول العربية وعضو جمعية تراث ابن عربي بباريس وأكسفورد ودمشق ان الأغنية الوطنية ميزتها أنها ليس لها عمر بل تتعاقب عبر الأجيال المختلفة والأغاني الوطنية سوف تزرع في نفوس الإرهابين الخوف والهلع وتزرع في نفوس رجال الأمن الحماس والقوة.
وأضاف الرفاعي بأن الأغاني الوطنية خالدة لأنها تخاطب الوطن من خلال الأمة وتخاطب أيضاً الأمة من خلال الوطن لكي تصبح ملحمة واحدة.
وأكد الرفاعي بأن الأغنية الوطنية في خطابها للمواطنين تهيج روح الحماس ووجدانهم من خلال الرموز الوطنية الملتحمة بوطنها وذلك من خلال تضحياتها وأكبر رمز يستحق منا في هذه الظروف كل التقدير والاحترام هو رجل الأمن فأتمنى من الفنانين أن يتسابقون بأغاني وطنية مهداه لرجل الأمن.
واختتم الرفاعي حديثة بأنه يجب أن يحارب الإرهاب من خلال الأغنية الوطنية التي تشد الهمم لكي نحافظ جميعاً على كنوز وطننا المعطاء.
وأضافت الأكاديمية المعروفة عضو اللقاء الثاني للحوار الوطني وعضو هيئة التدريس بكلية البنات الدكتورة أميرة داود كشغري مؤكدة للجزيرة: من وجهة نظري خلال حربنا ضد الإرهاب تعتبر الأغنية الوطنية احد العناصر التي يمكن أن تساهم بفعالية ويكون ذلك بتفاعل الفن مع القضايا المعاصرة والفن الراقي هو ما يقدم رسالة له هدف والأغنية الوطنية دليل صادق على ذلك.
وأشارت الدكتورة أميرة: يجب أن يحارب الإرهاب بشكل مستمر حتى وان خفت أعراضه يجب أن يكون علاجنا عميقاً للقضاء على فكر الإرهاب من جذوره. وأشادت الدكتورة أميرة بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بتخصيص جائزة أبها لهذا العام.
وفي نفس الإطار نزلت (فن) للأسواق لتلامس نبض الشارع عن قرب. الصورة الجميلة هناك هي اكتساح الأغنية الوطنية وفرض سيطرتها على مبيعات الاستريوهات بجازان وانخفاض غير مسبوق في مبيعات الأغاني الأخرى ولعل ذلك برهان صادق على رقي فكر ابناء الوطن وإدراكهم بواجباتهم في كافة شؤون حياتهم اليومية. ما اجمل ان نجير اسماعنا لكل ما يرضي الوطن فهو يستحق الكثير: في البداية لحظة دخولنا لاحدى الاستريوهات بجازان اعجبني منظر ذلك الطفل وهو يمسك بشريط نبض القلوب لفنان العرب محمد عبده هذا الشريط الجميل بكلماته الوطنية، الطفل عاطف علي جلس يردد على مسامعنا اغاني وطنية جميلة بصوت الطفولة العذب والصادق الذي لا يعرف التصنع. الجميل بأن يستشعر الاطفال اهمية حب الوطن وهذا واجبنا ان نغرسها فيهم منذ المهد.
أما العامل بالمحل ويدعى اقبال علي من الجنسية الهندية يعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات وصف لنا سيطرة الاغنية الوطنية على الأسواق بشكل كبير جداً وملفت للنظر.وأشار بأن الاغنية الوطنية أصبحت تتصدر الرفوف الرئيسية بدون منازع، بعض الاغاني الوطنية لها عشر سنوات لكن مازالت مسموعة من كافة فئات المجتمع.
لحظة خروجنا من المحل لفت نظرنا شابان احدهما يدعى عباس علي والآخر احمد باسودان داخل سيارة سوداء يستمعان لاغنية وطنية اقتربنا منهما فاصروا على المشاركة فقالا بأنهما يستشعران أهمية دورهما في ظل هذه الظروف الحرجة فهجروا كافة الاغاني وتمسكوا بالاغاني الوطنية لان وطننا الغالي يستحق من كل مواطن الولاء والحب فلن تنجح هذه الاعمال الارهابية في زرع الخوف داخلنا بل سوف تزيد من تمسكنا وقوتنا وسنحارب الارهاب بكل ما نقدر عليه. والاغنية الوطنية سلاح قوي يزرع الحماس في نفوسنا وسحرها عجيب.
|