السعادة ركن من اركان الصحة، فإن غابت السعادة عن جو البيت يتمهد الطريق أمام المرض كي يتسلل الى ذلك البيت فيحل محل السعادة.. بل يطردها ليخيم على البيت جو من الكآبة التي ترافق المرض دائما. ليس في العالم كله مكان يضاهي البيت السعيد جمالا وراحة، فأينما سافرنا وأينما نزلنا لا نجد أفضل من البيت الذي يخيم عليه ظل السعادة.. فالسعادة والبيت كلمتان مترادفتان في المعنى إذا عرفت الأم والأب أن يعيشا العيشة الهنيئة الصحيحة.
البيت السعيد هو ذلك البيت الذي لا خصام فيه ولا نزاع هو البيت الذي لا يسمع فيه الكلام الفارغ أو اللاذع القاسي.. ولا النقد المرير.. هو البيت الذي يأوى إليه أفراد العائلة فيجدون فيه الراحة والهدوء والطمأنينة. وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيتية على الوالدين عامة وعلى الأم خاصة وبالدرجة الأولى.. فكثيراً ما يخرب البيت لسان لاذع أو طبع حاد شرس يسرع الى الخصام..
وكثيراً ما يهدم البيت وأركان السعادة البيتية حب التسلط وعدم الاخلاص من قبل أحد الوالدين.. فينشأ الأولاد وهم الذين يراقبون حياة الوالدين على حب التسلط والخصام والكلام اللاذع وعدم الاخلاص.. ومتى نشأ أفراد العائلة على هذه الخصال والطباع زال كل اثر للسعادة في البيت.
ويحدث العكس إذا عاش الوالدان بإخلاص ومحبة وتضحية وصدق فينشأ أولادهما على الخصال نفسها وينشأ في العالم جيل محب للسلام يجلب السعادة ليس للعائلة فقط بل للعالم أجمع.
فعليك يا عزيزتي الأم تقع أكبر المسؤولية فأنت المدرسة الأولى التي يتلقى الاطفال فيها دروسهم في الحياة.. فحبذا لو كنت خير أم وخير مدرسة فتنشئين أحسن جيل لك ولبلدك الخير.
عنان الرواف |