في حديث أدلى به تنكو عبد الرحمن الأمين العام للأمانة الإسلامية إلى جريدة المدينة الغراء أجاب عن عدد من الأسئلة حول الأمانة العامة وأعمالها وموقف الدول الإسلامية من أزمة الشرق الأوسط والخلافات بين الشعوب الإسلامية والأخطار التي يعانيها المسلمون في عدد من بقاع العالم.. ومما قاله أن مؤتمر الدول الإسلامية هو أول اجتماع للأمة الأسلامية منذ البعثة المحمدية وأن هذا الاجتماع هو السبيل الوحيد المفتوح أمام العرب والمسلمين لمواجهة التحديات التاريخية.. ومما جاء في حديثه قوله: نستطيع القول إن المسلمين في الشرق الاقصى وافريقيا يؤيدون العرب لكن العرب ليسوا مستعدين بعد.. ولا منظمين تنظيما جيدا للقتال. بينما اليهود مدربون ومنظمون جداًَ.. ان العدد لا قيمة له في هذه الايام.. ايام الاسلحة المتطورة.. ايام الطائرات المقاتلة وقاذفات اللهب.. ان هناك فرقا عن ايام القتال بالسيف والرمح حيث تكون للعدد والشجاعة قيمة اساسية ولكن ليس هذا مع الاسلحة المتطورة الراهنة حيث يحتسب للتنظيم والتدريب أهمية كبرى.
ونحن نريد أن نرى القليل من السلام يتحقق في المنطقة حتى نجلس ونبحث أين يكمن ضعفنا؟ وكيف يمكن لنا التغلب عليه.. ولقد قلت مراراًَ عندما لا تكون مستعدا.. وعندما يكون هناك ادراك بأنك لن تكسب او تخسر أكثر فإن من الافضل أن تعمل لكسب الوقت فتفكر وتنظم.
ان فكرة الشرق الاقصى هي فكرة مشابهة لكنهم لم يتقدموا بها.. لأن العرب لن يقبلوها.. انهم لن يستمعوا الى اي شيء.. عندما أنشئت اسرائيل اول مرة قامت الدول الاسلامية الاخرى أعني غير العربية بالاعتراف بها.. لكنهم لم يقيموا اي علاقات دبلوماسية أو يتبادلوا التجارة معها.. لكنهم اعترفوا بحقيقة أن (هذا البلد) أصبح موجودا.. ونحن لا نستطيع أن نمحوهم هكذا من فوق سطح الأرض لأن ذلك غير ممكن بسبب المعارضة التي تبديها دول أخرى في العالم.. لكن العرب كانوا مصممين.. وكل ما كان يفكر فيه الآخرون هو تصريحات الرئيس ناصر بأنه سيمحو اليهود من الوجود وفي بعض الاحيان لا يتعاون حتى مع الدول العربية الأخرى.. ولعله من الافضل الا اتوسع في الحديث لأن العرب حساسون تجاه هذه النقطة لكنكم سألتموني سؤالاً صريحا.
ان شعوب منطقة الشرق الاقصى يشعرون بأنه لا يزال هناك الكثير مما يحتاج إلى عمل قبل شن حرب شاملة ضد اليهود.. وأن هناك الكثير مما يحتاج الى تنظيم.. ولو أتيحت لنا الفرصة لقلنا نفس الشيء.. ولنادينا بالتروي بعض الشيء.. ولكني لن اقول ابدا: اذا كان عدوك قوياً.. فلا تنس انه عدوك ولكن لا تقاتله في وقت هو اقوى فيه منك لأنه لا جدوى من مقاتلته في وقت أنت أضعف منه ولكن ينبغي أن تكون مستعداً. هذه هي وجهة نظرنا، لكننا لا نستطيع تقديمها.
وتحدث الأمين العام عن الخلافات الايديولوجية والاقليمية بين الافكار الاسلامية فقال: إن هذه الخلافات كأي خلافات بين دول عالمية أخرى وهي ليست من ذلك النوع الذي نستطيع القضاء عليه بجرة قلم.. ذلك أن هذه الخلافات هي في صلب سياسات هذه الدول أو الحكومات.. أو البناء السياسي لكل قطر.. وأن السكرتارية الاسلامية لا تستطيع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى شأنها في ذلك شأن الامم المتحدة.. ولهذا فإذا كان أي قطر من الاقطار داخل الامانة الاسلامية يؤمن بالشيوعية أو يؤمن بالرأسمالية فإنه ليس شأننا القول: انكم لا تستطيعون.. او نحاول جمعهم على مائدة واحدة لمناقشة امورهم.
اننا لن نكون ذوي فائدة لجانب أو آخر ولا نستطيع التدخل في الايديولوجيات المختلفة التي يمارسها كل بلد.. ولعل قطرا من الاقطار الاسلامية يجد هذا الشكل من الوجود هو أفضل في هذا المحتوى من النظام أو الايديولوجية؛ فماليزيا التي تؤمن بالملكية الدستورية حيث (العرش) هو (رمز) للسلطة.. ويعين الملك مرة كل 5 سنوات وهذا الشكل من السلطة يتناسب مع ماليزيا وقد لا يتناسب معكم أو مع مصر التي تريد أن تكون جمهورية وكذلك الشأن مع الدول الاخرى التي تقوم على (بناء سياسي مختلف) ايضا.
إننا لا نستطيع التدخل في شؤون الأقطار الأخرى لكننا نستطيع العمل لما فيه خير الجميع بتشجيع التجارة بين الاقطار الأخرى.. وهنا تبدو أهمية مشروع (البنك الإسلامي) الذي سيبحث في القاهرة. إننا سنحاول أن نهتم بأمور بعضنا البعض ونحاول بناء الأخوة الإسلامية الراسخة وهي هدف ديننا الحنيف.. إن هذه الأشياء هي الوحيدة هي التي نستطيع عملها.
|