Sunday 4th July,200411602العددالأحد 16 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

7-9-1391هـ - الموافق 26 - 10-1971م العدد (366) 7-9-1391هـ - الموافق 26 - 10-1971م العدد (366)
حديث الشباب
فضل العلم والمعرفة

لما أن جاء الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أضاء بنوره ظلام الدنيا والجهل الذي كان يخيم على ربوع هذه الدنيا فترة من الزمن قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم وجاء بنوره وهديه هذا القرآن العظيم الذي من اهتدى بهداه سار على طريق النجاح والفلاح ومن حاد عنه سار على طريق الغي والظلام ومن ذلك العلم والمعرفة بوحدانية الله سبحانه وتعالى وأنه هو موجد هذه المخلوقات ورازقها ومدبر أمرها كيف يشاء.. قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}.
يعني أن العلماء بالله عز وجل يخافون الله كما قال ابن عباس يريد بذلك انما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني وقال مجاهد والشعبي العالم من خاف الله وقال الربيع بن أنس من لم يخش الله فليس بعالم: فالعلم عزيزي القارىء هو أساس نجاح الأمة ورقيها. ولا بد لكل أمة من الامم مقومات ترفع مستواها وتعظم شأنها وتجعلها كغيرها من الامم التي خاضت بحار الحضارة وتقدمت في كل علم وفن فما الذي يرفع الأمة الى القمة العليا؟؟ أن الشباب بتعلمهم هم الاساس المتين لأمتهم ووطنهم فبقدر معرفتهم للعلوم ترتفع أمتهم وتساوى ركب التقدم والتطور الحضاري..
ومن المعلوم أننا نعيش في هذا العصر الممتلىء بالتنافس والافتخارات ولكن هل يكون هذا التنافس والتفاخر بالأموال والأولاد والعصبيات؟؟ كلا انه بالعقل والعلم والمعرفة والاختراعات الحديثة فنحن في عصر الكتاب والمعهد والجامعة والمدرسة والمعمل لنصل ولنعرف أدق ما في هذا الكون من أسرار ونستخدم الجمادات والحيوانات والنبات وهذا كله بفضل الله تعالى علينا ثم بفضل العلم.
فيجب على الشاب المسلم أن يتحصل على كمية وافرة من العلوم النافعة بحيث ينفع نفسه وأمته ويخدم وطنه. ويبذل لذلك الجهد الكبير ويأخذ العلم من أي انسان وفي اي مكان فلا يحتقرن أحداًَ لصغر سنه فالعلم يرفع الوضيع ويكسبه عزة وشهرة وعكسه الجهل. قال الشاعر:


العلم يرفع بيتا لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والشرف

لهذا فإننا لو عدنا بنظرة سريعة في التاريخ لوجدنا أن الدول تأتي في اطوار مختلفة من ارتفاع وهبوط. فقد كان العرب قبل مجيء الإسلام يعيشون وقد ران الجمود على أفكارهم لا يعرفون شيئاً عن نظم الحياة وأساليبها ومكثوا سنين عديدة على تلك الحالة حتى مبعث هذا الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ونجد في الدولة العباسية أن عظم شأن الحركة العلمية وكثرة دور الكتب للمطالعة كذلك الحالة في الدولة الأموية بالأندلس وقامت عظمة الإسلام الكبرى وسلطانه القوي على أركان وطيدة ثابتة من العلم والمعرفة والمنافسة فأصبح المسلمون يؤلفون الكتب ويترجمون كتبا أخرى لتثقيف المسلمين ورفع روحهم العلمية.
فلما سكنت ريح هذه النهضة المباركة تقلصت دولتهم وصاروا مستضعفين في أنحاء الأرض كما حدث لهم في بعض العصور من الانحطاط فمهما تتبعنا عزيزي القارىء.. من أحداث وآثار وجدنا العلم عاملا اساسياً من عوامل رقي الدولة. لهذا أعود فأكرر لشباب المسلمين أن يطلبوا العلم ويأخذوا الحكمة من أي وعاء كان فإذا اجتمع لديهم علم ومعرفة واسلام حق لهم أن يغلبوا عدوهم. ونحن ولله الحمد في هذه البلاد العزيزة مهيأة لنا فرص العلم والمعرفة إذ اننا نطلب العلم بدون مقابل وكذلك أن الحكومة الرشيدة تدفع لطلبة العلم مكافأة شهرية تعين الطالب لشراء مراجع عامة تعود عليه بالعلم الوافر وأن الكتب المدرسية تدفع لطالب العلم مجاناً ومقاعد ومدارس ومدرسون في أنحاء هذه المملكة السعيدة بدون مقابل لطلبة العلم فهذه نعمة تستحق الشكر لله ثم للقائمين على التعليم بهذه البلاد وعلى رأسهم رائد النهضة التعليمية بهذه المملكة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وحكومته الرشيدة وفقهم الله وسدد خطاهم وأيدهم بنصر من عنده انه على كل شيء قدير.
عبدالعزيز العبدالله العُمري- بريدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved