أجاد الكاتب عمرو بن عبدالعزيز الماضي وفتح لي الباب لأدلف معه إلى التحدث عما سيأتي ذكره عندما قال في زاويته في عدد الجزيرة 11590 ليوم الثلاثاء الموافق 4-5-1425هـ (الإدارة لا تعني إدارة دفة العجلة الإدارية في قسم أو إدارة بل تشمل معاني أخرى وأشياء أخرى أيضاً!!) هذا كلام موجز يحمل معاني سامية كبيرة وكبيرة جداً، فالإدارة فعلاً عند من يُعملها عملها الصحيح لا تقتصر على إدارة دفة العمل والتحقق من تطبيق الأنظمة والتعليمات فقط، بل هي مع ذلك تحمل معنى إنسانياً أكبر يشمل المراجع والموظف على حد سواء، وان كان الاقربون أولى بالمعروف وهم الموظفون الخاضعون لإدارة ذلك المدير من حيث معاملتهم المعاملة الإنسانية الحقّة وتلمس حاجاتهم، فالمدير الناجح يبقى مع إدارته يحمل صفة الأبوة لمن تحت إدارته فلا ينظر إلى نفسه كمدير يسيّر العمل فقط، لأن من تحت إدارته هم بشر لهم شؤونهم من الأفراح والأتراح تحل بهم المحن والمآسي فيحتاجون الى من يقف معهم ولو بالرأي والمشورة إن لم يكن أكبر من ذلك، ويبقى نجاح العمل مرتبطاً بحسن علاقة الموظف بمديره، وبحسن تعامل وتعاطف المدير مع الموظف مواقف وليست موقفاً أوموقفين وقفت عليهما تمّ تطبيق المعيار الانساني مع المعيار الإداري فيهما فينتج العمل الناجح، هما نموذجان لمديرين طبقا ذلك وهناك الخير الكثير مما لا نعلمه، ولكن مما وقفت عليه بنفسي لا نقلاً عن زيد أو عبيد، الأستاذان الفاضلان إبراهيم البليهي مدير عام الشؤون البلدية والقروية سابقاً والأستاذ صالح بن عبدالله التويجري مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم حالياً، فهما نموذجان يُحتذى بهما في تطبيق معايير التعامل الإنساني مع الموظف، ولذلك حصل النجاح لهاتين الإدارتين حيث إن الاخوين الكريمين يتلمسان شؤون وشجون موظفيهما ويقفان معهم حال الشدة فيما هو خارج عن إطار العمل فلهما مواقف مشهودة، فمثلاً في حال الاعسار تجد لهما مواقف تنبئك عن خلق كريم يسعد به من حولهم وكم مرة وجدت منهما الوقوف مع موظفيهم في حال حصول أمور تستدعي التدخل منهما في حال احساسهما بعجز صاحب الحاجة عن التصرف نتيجة لما أصابه، وكم مرة أحالا الهم إلى فرح في نفوس من حولهم من الموظفين بالوقوف معهم في حال الشدة لأحد منهم فنجدهما يقفان الموقف المشرف لهما شخصياً والمعطي انطباعاً بأن الإدارة والعمل تعني الأسرة الواحدة اذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وهكذا تكون الإدارة الإنسانية، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
محمد بن عبدالرحمن الفراج- ص.ب 5726 بريدة 51432 |