Sunday 4th July,200411602العددالأحد 16 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الصبر الصبر
سلمان بن عبد الله القباع - الرياض

قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}، منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى أبانا آدم عليه السلام ومروراً بالأنبياء الصالحين وإلى وقتنا الحاضر والإنسان في محن.
فلو تطرقنا إلى النبي أيوب وصبره على مرضه الذي أحل به وقطع جسده.. حتى إن قومه تخلوا عنه من شدة رائحته ولم يسانده ويقف إلى جانبه سوى زوجته! والنبي يعقوب عليه السلام وما فعله أولاده بأخيهم النبي يوسف أحب أبنائه إليه حتى من شدة حزنه عليه أصبح كظيم.
والأنبياء موسى وعيسى ونهاية بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وما فعل به صناديد قريش. ونحن الآن في عصرنا كثرة المصائب والمحن وسوف نتطرق عزيزي القارئ إلى بعض منها والتي نجدها في مجتمعنا:
المرض:
قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.. الأمراض التي تصيب الإنسان وقد يكون بعضها مستعصياً ويطول علاجه، فتجد المريض متذمراً من وضعه الصحي وقد تكون نفسيته سيئة للغاية ويتمنى أن يأتي يوم وفاته ليستريح من مرضه وما أصيب به، ولا يعلم بأن ما أصابه هو امتحان من الله وبلاء فهو الرحيم على عباده أرحم من الأم على ابنها وهو كاشف الضر وله حكمه.. وما أدراك؟ لعل ما أصابه فيه طهارة وتكفير إن شاء الله.
عدم الإنجاب:
عندما يسعى الشخص إلى الزواج يكون فكره منصباً بعد الزواج على الإنجاب، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وبعد مرور أكثر من سنة يكتشف بأن لديه مشكلة ما أدت ووقفت حاجز للذرية.. وبعدها يهم نفسه بالعلاج والسفر للبلاد المتقدمة والمتخصصة لأمراض العقم ويدفع ما لديه من أموال وبعد ذلك يجد ان كل ما سعى لأجله راح هباءً منثوراً!! قال تعالى: {يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا}.. فيجب عليه أن يتمعن في الآية الكريمة آنفة الذكر.. وأن ما أصابه بالعقم هو من رب العالمين وليس بفعل فاعل.
مشاكل الابن وما ينتج عنها:
مراهقة الابن تجدها في كل إنسان من ممارسة العادات السيئة وسببها الرئيسي البطانة الرديئة ووقوعه في آفة المخدرات وممارسة أساليب ليست حضارية وتكون دخيلة على مجتمعنا ولا يتسابق إليها إلا الآفة الضالة.. فيجب علاج الابن بالنصح والإرشاد والدعاء له بالهداية وعمل الأسباب المرضية ومشاركته في الأنشطة الثقافية واصطحاب ابنه إلى المناسبات الاجتماعية والذهاب إلى المراكز والصالات الرياضية ربما تكون سبباً رئيسياً بعد الله باستقامة الابن.. لأن علاج الابن بالقوة والضرب بيد من حديد ربما لا يفيد، بل العكس حتماً ستكون سبباً رئيسياً باستمرارية الابن على وضعه.
فالصبر مفتاح الفرج لأن كل مصيبة تحل بالشخص هي امتحان من رب العالمين والفتن التي تأتي إليك يجب مكافحتها وعدم التذمر والتجزع!
المصائب لا تعد ولا تحصى.. فاصبر وما صبرك إلا بالله وتوكل عليه فإن لكل مشكلة لها حل بإذنه تعالى.
اللهم اجع لي في كل ضيقة مخرجاً ومن كل هم فرجاً يا رب العالمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved