أفديكِ أرضَ العُربِ والإيمانِ
أزهو بِعشقِكِ ما زها الحَرَمانِ(1)
وأطوفُ بالبيت العتيق وبي جَوىً
وأكادُ أهوي مُدنِفَ الوجدانِ
فيضُ المشاعرِ يا إلهي جنةٌ
تحمي العبادَ، فمنْ يصونُ جناني؟
تلك الديارُ مشى الحبيبُ مُحمدٌ
فيها، وبُشّرَ بالهُدى الثقلانِ
وطوى على الجُوع الليالي مُؤمناً
بالله يَزهو طيّبَ الإيمانِ
شمساً يُطلُّ على الحجاز بدينهِ
وبرحمةٍ فاضتْ على الأكوانِ
(لو كُنتَ فظاً) ما جمعْتَ شُمولهمْ
لكنْ بحُب الخالقِ الدَّيانِ
يا سيدي: إقرأ وزلزل كُفرهمْ
مادام فيهمْ عابدُ الأوثانِ
مادام فيهم مُدعٍ مثلُ الغرابِ
سوادُهُ مِنْ كَلكَل الشيطانِ
تَبّتْ يداهُ حِينَ يَقتلُ مُسلماً
ويعيثُ إفسادا بكلّ مكانِ
هذي خُطى حمّالةِ الحطبِ الضريرةِ
فاحطُبوا في مَهْمَه النيرانِ
سارَ البغاةُ على خطاها واقتَفَوا
أثرَ الضياعِ وفتنة الأذهانِ
وبغوا على الدين الحنيف بزعمهم
أن الدمارَ سجية الأديانِ
وبأن إهدارَ الدماء رسالةٌ
وبأن قتل الآمنين تفاني!
ضلوا وباءت بالهزيمة خُطة
محبوكة بالزيف والبُهتانِ
ودعوا لمكة والرياضِ عرينها
الله ما أحلى هَوى الأوطانِ
الناسُ كلُّ الناسِ حولَ الحَق معتصمينَ
لم يرضوا يدَ العدوانِ
ماذا فَعلتمْ غيرَ أن كُنتم كما
كانَ اليهودُ على مَدى الأزمانِ
فلأنتمُ الضرر الذي ما مَسنا
إلا وأقَصيناهُ بالبُرهانِ
ولأنتمُ جهلٌ يُمزق بعضه
وأئمة في الجهل والخُسرانِ
ولنحن في وطنٍ سيحملنا إلى
غدنا الذي يزدانُ بالألوانِ
وطني سياجُ الأمنِ حين يُظلنا
ويحُثنا للسعي والإتقانِ
وطني الذي غسَل الظلامَ بنوره
وأضاءَ حلكة سائر الأوطانِ
وطني بحبِّ الله (خيرٌ حافظاً)
الله أكبرُ قاهرُ الطغيانِ
الشعبُ يعرفُ مَنْ بَنى أمجادَهُ
صانَ الإلهُ مَعارجَ البنيانِ
آلُ السُعودِ عُلا البلادِ منارةٌ
صَدحتْ بآي الحقّ والقُرآنِ
ما هزَهمْ بغي البُغاة ولا رأوا
فيكمْ سِوى الإربَاكِ والخُذلانِ
وتَلفتوا والقلبُ مِنكم حَسرةٌ
إذ تُرجَمونَ.. بلعنةِ الشيطانِ
(خبرٌ) وفيها إخوةٌ من أهلنا
أطفالُهمْ كالمِسكِ والريَحانِ
باتوا على جفِن الأمان فكيف يجْرؤُ
مُجرمٌ تبديدَ كُلّ أمانِ
نَقضوا أمانَ الآمنين وشوهوا
وجهَ الصباح بعتمة البهتانِ
خَسِئتْ جُحورُ الحِقدِ إنّا دُونهمْ
حتّى تَبيدَ معاقلُ الطُغيانِ
وتظلُّ أفئدةُ الصِغار بأمنِها
في واحة الحرميْنِ والإيمانِ
حَربٌ؟ نعم، وستُصبحون وقودها
مهما تطاولَ منطق الهذَيانِ
يا قومُ في أرض العُروبة ثُلةٌ
مَأفونةٌ غَرقت ببحر هوانِ
ضلتْ سبيلَ الخَير حتى مَسها
رأيُ الضَلال وفِتنة الشَيطانِ
ما كلُّ من شَاءَ الكلامَ بصادقٍ
بعض الكلام مَسبةُ الأزمانِ
فاحفرْ قبورَ القَاتلين ذويهمُ
فَهُمُ الوحوشُ بِهيئةِ الإنسانِ