* الرياض - الجزيرة:
طالب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بتأصيل فقه الأزمات والفتن، لتحديد مسؤولية الفرد المسلم، في مواجهة أي خروجٍ على تعاليم الشريعة أو مخالفة لمقاصدها في حماية الضرورات الخمس الدين والعقل والنفس والمال والنسل.
وأشار معاليه - في حوار أجرته معه مجلة (الإرهاب) التي أصدرتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالوزارة (في طبعتها الثانية الجديدة) إلى ضرورة أن تسير استراتيجية مواجهة الإرهاب في ثلاثة محاور رئيسية الأول: الوقاية من التأثر بالأفكار المنحرفة، والثاني: علاج وتصحيح هذه الأفكار على ضوء تعاليم الكتاب والسنّة، والثالث: ردع كل من تسول له نفسه أو يدفعه جهله إلى ارتكاب أي عمل يضر بمصالح الأمة.
وحوت صفحات المجلة مجموعة من الدراسات والتقارير والتحقيقات والاستطلاعات والمقالات، والقصائد الشعرية حول تلك الأعمال الإجرامية، ومن ذلك دراسة ميدانية شملت عدداً كبيراً من العلماء والمفكرين والدعاة والأئمة والخطباء والأكاديميين والإعلاميين، ورجال التربية والتعليم حول مدى نجاح المجتمع السعودي في ردع ومواجهة الفئة الضالة عن الإرهابيين، وأوجه النجاح والقصور في هذا الصدد.
ورصدت المجلة البيانات الصادرة عن هيئة كبار العلماء في المملكة حول أعمال التفجير والإرهاب التي تعرضت لها بعض المنشآت المدنية العامة والخاصة، ورد اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول عددٍ من الاستفتاءات بشأن العمليات الإرهابية.
وتحت عنوان:(في بياناتها الإعلامية حول الأحداث الإرهابية الأجهزة الأمنية حرصت على طرح الحقائق دون تهوين أو تهويل) خصصت المجلة ثماني عشرة صفحة من صفحاتها لنشر البيانات التي أصدرتها وزارة الداخلية عن تلك الأعمال الإجرامية بدأ من الحادي عشر من شهر ربيع الأول 1424هـ وحتى غرة جمادى الأولى 1425هـ.
وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى إمام وخطيب الجامع الحرام مقالاً بعنوان: (العنف والإرهاب لا يحملان مشروعاً غير التخريب والإفساد)، أما رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان فيؤكد في مقاله أن العمليات الإرهابية جناية على الأنفس المعصومة، وفي تحقيق للمجلة مع عددٍ من الدعاة والأكاديميين والتربويين أكدوا أن الفتن هلاك وتراجع في الإيمان وزعزعة في الصف الإسلامي.
وفي ذات السياق يرى سعادة وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية الأستاذ سعود بن طالب -في مقاله بالمجلة- أن الإرهابيين يستهدفون من أعمالهم الشنيعة زعزعة الأمن في بلاد الأمن، وزرع الفرقة في بلاد الوحدة، ونشر الفساد في بلاد الإصلاح.
ويستعرض الدكتور محمد بن إبراهيم الحلوة أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشورى في مقال له بعنوان: (كيفية مواجهة الإرهاب).
ونشرت المجلة استطلاعاً آخر حول الأمن وكيفية تحقيقه وضرورته لأي مجتمع حيث أكد المشاركون في التحقيق من أئمة المساجد ورؤساء محاكم وقضاة ونحوهم أن الأمن مسؤولية جماعية قوامها الإيمان والفهم الصحيح للشريعة الإسلامية.
ويبرز في الطبعة الثانية من إصدار (الإرهاب) رؤية الأمهات والتربويات، حول سبل حماية الأبناء، والناشئة من التأثر بدعاوى الإرهاب أو انحراف الفكر.
وختمت صفحات المجلة بمقال لرئيس التحرير الأستاذ سلمان بن محمد العُمري بعنوان: (الزهور ترفض الإرهاب بالفطرة) خلص فيه إلى القول: إن المجتمع بأسره، صغيره وكبيره، رجاله ونسائه، بمختلف مشاربهم وفئاتهم، مسؤول عن مجابهة هذا الفكر المنحرف والذود عن حياض الوطن، فتلك الشرذمة الظالمة المستبدة لابد من إيقافها، بل لابد من اقتلاع جذورها، وتتبع غرسها الأول، والقضاء عليه.
|