الدروس والعبر المستقاة من التاريخ تؤكد دائما أن التحام الحق مع القوة يخلق وطنا ينعم فيه الناس بالعدل والأمن والخير. إذا انفصل الحق عن القوة فإنه سينتهي غالباً إلى الإنكسار والهزيمة. وإذا انفصلت القوة عن الحق فإنها ستنتهي حتما إلى الطغيان والظلم والتهور. انظر إلى علم ورمز بلادنا لترى كيف تم تجسيد هذا المفهوم العظيم من خلال رسم كلمة الحق (التوحيد) يحفها السيف رمزالقوة. مثل الحق والقوة كمثل الصورة والإطار، فالصورة مهما كانت جميلة فإنها تبقى دائما في حاجة إلى إطار يحميها ويجمل حواشيها ويحدد أبعادها. الحق بحاجةإلى قوة تحميه وتنشره وتفتح له الطريق، وإذا ما تخلت القوة عن الحق فسيبقى -أي الحق- في أعين البعض مجرد جمع من المثاليات والفلسفات.أود من خلال هذه المقدمة أن أنتهي إلى أن بلادنا لا تحارب الإرهاب والإرهابيين من خلال القوة التي تمتلكها فقط. هيبة بلادنا ونصرها على البغاة أتى من التلاحم العضوي بين قوتها التي وهبها الله والحق الأبلج الذي تدافع وتنافح عنه. مزج القوة بالحق هو الذي مكن وسيمكن بلادنا من القضاء على كل من يريد نشر الفتنة والضلال. رجال أمننا الأشاوس لا يدافعون عن وطننا بسواعدهم فحسب، بل وقبل ذلك بقلوبهم العامرة بالإيمان الصادق الذي سيقضي بإذن الله على الفتنة ويحفظ أمن الناس ويحمي أنفسهم المعصومة.
(*) كلية المعلمين بالرياض |