اطلعت على ما كتبه رئيس التحرير في مقالة نشرت يوم الخميس الموافق 4-5- 1425هـ. أتوقف حينها وعلى صفحات الجزيرة فتأسرني بحزن أحداث هذا الوطن الأشم.. الذي أتأمل صباحاته المشرقة بشمس الطمأنينة.. وأرقب في مساءاته ألوان الشفق معلنة نهاية واحد من أيامنا المثقلة بإرهاصاتها وتداعياتها وأرحل مع صرخات أفواه من هم في سن الصبا.. وأُسرُّ بهذا الهتَّان وهو يتهادى من خلال المُزن على أوراق الشجر.. تمتدُّ بي هذه المشاهد برؤية أنساقها بتلقائية نسيجها الاجتماعي..
يهفو الفكر.. وتجهد الخطوة مع هذا الشذى في لوحة نمسح أديمها بلفافة من الأريج.. هذه اللوحة تقرؤها بوضوح لأنها تحمل ألوان الطيف القزحي الجميل عنوانها (الوطن) الذي يظل شامة ود وانتماء في جبين أبنائه.
***
تصفو مناخات (وطني) من أكسدة تطلقها فوهات العبث وتبقى فضاءاته نقية من أدخنة البارود وحمم الرصاص! وتزدان لياليه بنور القمر.. ووميض النجوم لتختفي حينها خفافيش الظلام في جحورها! وتظل جداوله في ترعاتها تستسقي منه طلائع النخل وأرضه العطشى.. ونَرِد من شطآنه ماءً عذباً.. وتَغُصُّ حناجر الحيارى كدراً.
***
وننظر شزراً لتلك الأنفس التي أخفت بداخلها بواطن الشر.. اختارت لذاتها رفض ملذات الحياة.. فلا يطيب لها من العيش إلا القتل والنسف.. ولا يهنأ لها من الحياة إلا الشر والخطف. ولا يسلك هذا الاتجاه المتداعي إلا من حرم توجيه الأب وفقد حنان الأم.. وبعد عن دفء الأسرة ورعايتها.. فيتسع المجال لرعاع البشر.. وأرباب التسول الفكري ليتلقفونه في كهوفهم.. ليصبح أداة يسهل توجيهها نحو مسالك الهوى والتواءات الطريق!!؟
يؤجج هذا الاحتدام.. ويصطاد في الماء الآسن من تبوأ لنفسه المتداعية قناة زعم أنها إصلاح وهي في حقيقتها (إفساد)، تبث بلوثة الصراع.. والمواجهة!!.
زعم أنه (الفقيه) بل هو السفيه. ولست أدري إلى أي مدى يسير مثل هذا.. وما هي مقالاته.. فبواعث القلق النفسي يثيرها وينفث بسمه الزعاف لهيب الفتنة.. فبسببه تتشرد الاهل ويضبع الأبناء.. وتختل حياة الناس اليومية الذين هم بحاجة إلى تثقيف واحترام للنظام.. ومراعاة لحقوق الآخرين؟!
***
تظل الأيادي الخفية.. الخبيثة تجيد المغامرة في اتجاهها الظلامي!.. وتهوى العبث في مساراتها المعتمة!!
وبعقل أربابها تستطيع التأثير على البسطاء والعاطفيين فيصبحون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها ونهمها!!
ونهايتها تبتدئ من تنفيذ لفكرٍ منحرف.. وبدنٍ ممتلئ وإشراقه حياة غَيَّبها عن عينيه بدمعة حزن غريبة.. ومن ثم أشلاء متفحمة.. متناثرة تخفي من ورائها علامات استفهام غامضة لا يفك رموزها إلا الوالدين.. وأرباب التربية.. والمجتمع.
أيها الوطن.. لن تحتجب إشرافة شمسك بشذرات الغمام ونور فجرك يبدد عفة الدجى.. بإذن الله تعالى.
سعد بن محمد العليان
مدرسة الأشرفية - عنيزة
|