سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ القدير: خالد بن حمد المالك الموقر
فأحيي جريدتكم الغراء إتاحتها الفرصة لكافة القراء بنشر مشاركاتهم وآرائهم.. وحيث إن أبناءنا فلذات أكبادنا نفرح لفرحهم ونحزن لكل سوء يعتريهم أو يصيبهم، وأخال كل أم وكل أب في هذه الأيام في قمة السعادة ونشوتها حينما جنوا حصاد الموسم بنجاح أبنائهم وبناتهم.
وكأم ومربية في منزلي وفي حقل التعليم أتوق دائماً لكل الكتابات التربوية الهادفة، وقد شدني ما قرأته في هذه الجريدة الغراء وتحديداً في عدد يوم الجمعة 30-4-1425هـ (11586) في مقالة الأستاذ سلمان بن محمد العمري (رياض الفكر) بملحق أفاق إسلامية عندما تناول موضوعاً حيوياً نعايشه هذه الأيام جميعاً ألا وهو موضوع حفلات النجاح، وفي الوقت الذي أشيد فيه بالكاتب وحسن اختياره للموضوع وتناوله له فلي وقفات ونقاط أود التعليق عليها:
- هناك آباء وأمهات قد أفرطوا في السلبية تجاه أبنائهم فليس هناك أي مردود ايجابي لنجاح ابنائهم مما قد ينعكس مستقبلاً على تحصيلهم ليس في النجاح والرسوب بل يؤدي الى التسرب من التعليم والخروج منه بعد الحصول على ادنى مؤهل ليلتحق بالعمل طالما تسنح الفرصة له لانه لم يجد التشجيع والمكافأة على نجاحه في المراحل الاولى من تعليمه.
- في المقابل هناك فريق افرطوا في مكافأة النجاح ووصل الامر لمخالفات شرعية واجتماعية وتحولت الافراح الى اتراح والبسمات الى احزان، ولقد حذرت ادارات التربية والتعليم وعبر مدارسها الحكومية والأهلية الطالبات من تنظيم حفلات جماعية سواء حفلات التخرج الخاصة التي تقام في الفنادق او الحفلات الخاصة الاخرى التي تقيمها بعض الطالبات بمناسبة نهاية الدوام الدراسي، ولكن هذه الظاهرة لا تزال موجودة ويزيد عددها عاماً اثر عام.
- المشكلة الاخرى في قضية الشباب ومكافأتهم على النجاح، فهناك أسر تسرف في ترجمة الشعور بالفرحة حينما تقدم الموت بطبق من ذهب لأبنائها حينما تسلم فتى صغيراً سيارة جديدة كتعبير عن فرحة النجاح وهو لم ينضج بعد فيتسبب في كارثة لنفسه ولغيره، والمشكلة الاخرى حينما ترسل العائلة فلذة كبدها لمدارس اللغات في الخارج فيعود وقد تأثر سلوكياً وأخلاقياً بعادات وافكار غير سوية ان لم يكن قد ابتلي ببعض المحظورات الاخلاقية والشرعية.
وإذا كان الاستاذ سلمان العمري قد تناول قضية الإسراف في حفلات النجاح فهي جزء ومشكلة من عدة مشاكل، فالإسراف ظاهرة عامة في مجتمعنا نراها في العمل وفي المنزل وفي سائر أمور حياتنا والإسراف، في الانفاق على حفلات النجاح جزء من هذه العادات غير الحميدة في المجتمع بوجه عام، ولكن الإشكالية حينما يكون التعبير عن فرحة النجاح في ظواهر غير شرعية، فقد سمعت بحفلة أقامتها طالبات احدى المدارس الثانوية وقد كتبن في بطاقة الدعوة أن الحضور (بالملابس التنكرية) ، ومعلوم مثل هذه الحفلات وما مصدرها، ولكن مما نحمد الله عليه في هذا المجتمع الوعي الذي ما زال هو الضوء الذي نقضي به على ظلمات بعض الأفكار السوداء، فقد جمعت طالبات إحدى المدارس بالمنطقة الشرقية مبلغاً من المال وبعد فترة قررن أن يخصصن هذا المبلغ في دعم احد المشاريع الخيرية فجمعن في هذا التصرف مجموعة من المحاسن، أولها شكر الله على النعمة، نعمة النجاح، وتحويل مسار الخطأ الى المسار الصحيح وكسبوا الأجر والمثوبة.
ختاماً شكراً للكاتب وشكراً للجزيرة على تفضلها بالنشر والتعقيب
آمال بنت سعد القصيبي
كلية التربية للبنات بالدمام |