من أهم ما يميِّز بعض الناس.. وللأسف.. وجود تباين كبير بين سلوكياتهم ومعتقداتهم التي يدّعون أنهم يؤمنون بها ويتبنونها، تراهم في المجالس، أو في منابر مختلفة أصحاب آراء وفكر، لا بد أن تقتنع به وتحترمه، ولكن عندما تراهم في حياتهم تجد أنهم لا يطبقون ولو قليلاً مما يدَّعون أنهم يؤمنون أو ينادون به.اجتمعنا.. نحن مجموعة من الأصدقاء.. دار الحديث عن كل شيء تقريباً لكن اهتمامنا بالأبناء وسلوكياتهم فرض نفسه وتصدَّر كل المواضيع.. دار الحديث على عدة محاور أشبعناها تحليلاً ومناقشة واتفقنا في آخر المطاف على أن للبيت والتربية الأسرية العامل الأول والأساس الذي تنعكس آثاره إما سلباً أو إيجاباً على تصرفات الأبناء وسلوكياتهم ومعتقداتهم، دون إغفال تأثير البيئة المحيطة.كان هو أكثر المتحمسين والمؤكدين على أهمية البيت في تنشئة جيل صالح، وأكد على القدوة في البيت، وأن انعدامها من اهم الأسباب التي تؤدي الى انحراف الأبناء أو تعثرهم مما يقودهم للبحث عمن يملأ هذا الفراغ فتكبر مخاطر تبنيهم لأفكار أو مفاهيم قد تقودهم الى الانحراف أو التشدد.. هو عندما يتكلم يُجبرك على أن تستمع له.. مهارة في اختيار اللفظ ومهارة في استعمال لغة الحركة وقبلها وبعدها هو يتكلم في قناعات نحن متفقون عليها.. فجأة.. وبدون سابق إنذار.. قطع حديثه.. وقفز قفزاً الى جهاز التفزيون.. الله.. سبحان الخالق.. كله أسبوع وأنا في ديرتكم الله لا يخلينا منها.. موجهاً حديثه إلى مذيعة التلفزيون ومتجاهلاً كل الموجودين وما كنا نتكلم فيه قبل ثوانٍ من ظهور هذه المذيعة التي كشفت لنا دون قصد عن جوهر صاحبنا، المصيبة أن الغالبية لم تستنكر هذا التصرف بل على العكس جاءت تعليقاتهم ومداخلاتهم شبه مؤيدة ومشجعة مع التحدي أن يسافر دون أهله.. أجاب وبكل ثقة.. (هين بنلاقي لهم صرفة)..
فعلاً.. أبناؤنا بحاجة ماسة للقدوة الحسنة.. عسى أن يجدوها قبل فوات الأوان.. قرآن كريم..{كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.
|