عندما نقرأ التاريخ بشكل جيد سوف يتضح لنا أن الكثير من الأزمات التي مرت بالشعوب يصاحبها فجوة بين الحاكم والمحكوم وهذه تستغل لإشاعة الفتن وتقويض الأمن ونشر البلبلة والحقد بين الامة الواحدة وهذه الممارسات يروج لها حسب الظروف والتي تستغل من اعداء النظم في عصور مختلفة وكلما كان العدل والمساواة قائمين من ولى أمر المسلمين كلما كان التلاحم والترابط على أشده، والمملكة العربية السعودية أثبتت على مر الأيام أنها رائدة وقدوة في كل شيء، فشعبها الذي رسم لنا ملحمة فريدة في مواجهة التطرف من خلال تلاحمه مع قيادته رسم صورها في وجدانه الذي يرفض هذا السلوك المشين والغريب عليه على أمته ولم يتوقف على عبارات الاستنكار والشجب إنما امتد الى التعاون مع رجال الامن وإمدادهم بالمعلومات التي ترشد الى أوكار هذه الفئة الضالة والمضللة، ولا شك أن هذه الوقفة ليست غريبة من هذا الشعب الوفي تجاه قيادته التي اعطته كل شيء الأمن والامان والعيش الرغيد والتنمية الشاملة، وقبل هذا وذاك تحكيم الشريعة الإسلامية وعمارة الحرمين الشريفين وخدمة الدعوة الإسلامية والامة المسلمة في كل مكان، فلهذا لا يزال الكثير من المراهنين والحاقدين على هذا البلد في اندهاش من قوة هذا التلاحم الذي عاشه العالم ولاحظه في الممارسة السعودية وهذا رد قوي على المشككين في وحدتنا الوطنية بالرغم من التحديات التي تواجهها المملكة وتحاك ضدها إلا انها ولله الحمد في ازياد وتماسك وكان أكبر اختيار عاشته المملكة في السنوات الأخيرة التي واجهت الإرهاب والتطرف بجميع اشكاله، فرجال الامن الذين هم جزء من هذا الشعب وقفوا في مواجهته مضحين بأرواحهم لانهم يدركون أن الشهادة أمنية لكل مسلم، فكيف ما يحدث ببلد المسلمين ومأوى أفئدتهم مما جعلهم يتسابقون وبدون تردد في المداهمات والمطاردات لهذه الفئة الضالة وهذا مما عجل بفضل الله من قرب الانتهاء من القضاء على أوكارها والدليل على ذلك انهم اصبحوا يتخبطون في تنقلاتهم وتحركاتهم ويعتقدون انهم غير متابعين من رجال الامن، وكانت الصورة المؤثرة والبليغة ما حدث في يوم الجمعة الموافق 30-4-1425هـ والتي تم من خلالها قتل أحد أعمدة هذه الفئة الضالة وبعض رفاقه من المؤشرات القوية للقضاء عليها بإذن الله، وقبل أن أختتم هذه المقالة أوجه تحيه لقيادته الحكيمة التي تعاملت مع هذه المحنة بصبر وحكمة وبالرغم من حساسية الموقف إلا أنها أيضاً احترمت مشاعر أسر هذه الفئة الضالة وطبقت قول الله في التعامل معهم {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} حيث إن الإنسان لا يؤاخذ بجريرة غيره باعتبار أن هذه التصرفات التي بدرت من أبنائهم ليس لهم فيها حول ولا قوة.
|