إن الناظر في تاريخ المملكة العربية السعودية في حقبها التاريخية الثلاث يلحظ بجلاء ان هذه الدولة الشريفة كانت ولا تزال تحاول جاهدة لمّ الصف العربي والإسلامي، وتوحيد العرب والمسلمين على كلمة سواء، ولم تفكر يوماً أن تكون خنجر غدر للأخ او الصديق، بل كانت تغض الطرف دوماً عن كل زلة تمنى بها من كثير من الدول الشقيقة والصديقة لا ضعفاً بل ايماناً منها بأهمية توحيد الصف وجمع الكلمة، ورغبة منها في الالتفات الى الاهم وهو بناء المجتمع وترفيه المواطن، والتفكير الجاد بقضايا الامة.
وعلى رغم وضوح السياسة للمملكة وصدقها في علاقتها مع جيرانها مع جيرانها واشقائها العرب الا ان البعض كان ولا يزال - مع عظيم الاسف- يقابل هذا الكرم في التعامل والاريحية في الخطاب بوابل من الجحود ونكران الجميل، وكان اخرها التفكير الجبان والمؤامرة الآثمة من قبل العقيد صاحب التنظيرات الخضراء التي صكّت آذاننا ردحاً من الزمن، تلك التنظيرات الداعية الى الوحدة والاتحاد كما كان يزعم دوماً في لقاءاته الطويلة المملة اننا بحق لا نبالغ عندما نقول ان المملكة عانت كثيراً من شطحات (القذافي) وكانت دوماً تلجأ الى الحنكة في تعاملها معه حتى طفح الكيل وتعدى هذا الرجل حدود المعقول، وهنا اذكر بعض المواقف المشرفة للمملكة معه وما كان يقابلها بها هو من مواقف مضادة.
ظلت المملكة تسعى جاهدة الى التوسط في رفع العقوبات المفروضة على دولته بسبب تصرفاته وافكاره الشاذة عندما امر جهاز استخباراته الفاشل بتفجير طائرة ركاب ابرياء من جنسيات مختلفة ومن دول عدة فيما عرف بقضية (لوكربي) تلك القضية التي كان الفضل بعد الله في حلها للمملكة مع دولة جنوب أفريقيا، وكان قبلها بسنوات قد امر حجاجه بحمل السلاح لقتل (الأمريكان) الذين زعم وكذب انهم في حرم الله الحرام.
وبعدها بسنوات وفي ظل حملة شرسة من قبل الإعلام الأمريكي وكنتيجة لتداعيات الحادي عشر من سبتمبر خرج لنا (القذافي) على قنوات التلفزة الأمريكية واتهم المملكة وتعليمها وفكرها ومنهجها الإسلامي بدعم الإرهاب!!
وكان اخر الطعنات عندما خرج لنا على شاشة التلفزة العربية متبجحاً ومتحذلقاً في قمة شرم الشيخ عندما تكلم بكلام لا يليق عن المملكة، حينها ادرك ولي العهد - حفظه الله- ان هذا الرجل لا بد ان يُوقف عند حده عله ان يرتدع ويتعظ ويستحي، فكان رده الرشيد المفحم له امام الجميع وكان به شفاء لصدور قوم مؤمنين.
والان يتمادى القذافي بطعناته لنا عندما فكر بخبث وسوء طوية بالتفكير باغتيال سمو ولي العهد وهو الذي بالأمس يتباكى على ما سلف من ايامه الارهابية ويعلن تخليه عن اسلحة الدمار رهبة ورغبة في ولاء أمريكا التي كانت بالأمس تتصدر خطاباته الخضراء تحت عنوان (عدونا الاول) .
اننا بحق امام رجل متناقض حاد مريض عانت الامة العربية من تصرفاته زماناً ومن افكاره الغريبة مراراً، فلسنا بحق نستغرب على مثل هذا الرجل أن يصدر منه ما صدر لكننا في الوقت نفسه ماضون الى الامام نحو بناء مملكتنا تحت قيادتنا لا يهمنا المرجفون ولا الحاقدون.
نهاية القول: أبا متعب حماك الله وسدد خطاك وكشف لك مكر الماكرين وأبصرك الحق والسداد، أبا متعب أيها القائد البصير لا تلتفت الى اشباه الرجال فنحن لدينا الأهم لنبذل الجهد والتفكير فيه الا وهو القضاء على هذه الفئة الضالة قبل ان تستفحل ويتعاظم شرها، وانت لها ونحن معك.
|