عقب اختيار مركز الطب المبني على البراهين بالحرس الوطني كمرجع لدول الخليج
د. القناوي: اختيار المركز فخر للشؤون الصحية بالحرس الوطني وهو الطريق الأمثل من الناحية العلاجية
د. هيا الفوزان: يهدف المركز إلى توضيح مفهوم استخدام هذا المبدأ للأطباء والكوادر الصحية الأخرى

* الرياض - فارس القحطاني - فهد المطرفي:
صدر قرار مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الصادر في المؤتمر السابع والخمسين للمجلس والمنعقد في جنيف بتاريخ 30-3- 1425 الموافق 19-5-2004م المتضمن الموافقة على اعتماد المركز الوطني الخليجي للطب المبني على البراهين بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض مركزاً مرجعياً طرفياً لتوفر البنية التحتية اللازمة على أن يتم ربطه مستقبلا بالمركز الرئيسي المرجعي بكلية الطب بجامعة الخليج العربي.
(الجزيرة) التقت بعدد من المسؤولين في المركز الوطني الخليجي للطب المبني على البراهين بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض وأجرت معهم هذ الحوار.
*****
بداية يقول الدكتور محمود البربري مدير مركز الطب المبني على البراهين: هو نموذج جديد للممارسة الطبية يعتمد على تكامل الخبرات والمهارات السريرية للأطباء وتكاملها مع الأدلة والبراهين المتاحة حديثاً من البحوث الطبية المنهجية وهي الطريقة التي يتم بها التعامل الايجابي الصريح مع نتائج البحوث العلمية وبالذات التجريبية التي تتوفر في المجلات الطبية الحديثة وذلك باستخلاص أفضل الادلة الطبية ودمجها مع خبرة الاطباء والصيادلة وأصحاب القرار الصحي، ويجري ذلك في حدود توجهات وأخلاقيات المجتمع وتقديمها للرعاية الصحية للاطباء ولا يقتصر ذلك على الراعية الصحية الشمولية بل يشمل التعليم الطبي الاساسي والتعليم التخصصي في التخصصات الطبية المختلفة والاستخدام الامثل للمواد الطبية الموجودة في كل منشئة صحية، ولذلك هناك تغير في مفهوم ممارسة الطب عام 1992م والممارسة التي تمت بعد ظهور هذا العلم الجديد.
وهذا ما نقوم به في الشؤون الصحية بالحرس الوطني من خلال ترسيخ هذا المفهوم الجديد ليس فقط بالحرس الوطني بل في المملكة.
ثم تحدثت الدكتورة هيا الفوزان نائبة مدير مركز الطبي المبني على البراهين عن أهداف المركز حيث قالت: يهدف المركز الى توضيح ونشر مفهوم استخدام الدعاية الصحية المبنية على البراهين للاطباء والكوادر الصحية الاخرى من خلال عقد ورش عمل وندوات بالتعاون مع المؤسسات الصحية بدول مجلس الخليج العربي.
ويقدم المركز دراسات بحثية واصدار أدلة للرعاية الصحية المبنية على البراهين ويشمل ذلك الوسائل العلاجية الحديثة واقتصاديات الصحة والنظم الصحية ويعمل المركز بادخال هذا المنهج الجديد كجزء من مناهج الدراسة الطبية وقد طبق في كليات الصحة بدول الخليج منذ عام 2000م.
كما يقدم المركز الاستشارات ودراسات للمشاكل الصحية كذلك مساندة المؤسسات الصحية باتخاذ القرار استناداً للبراهين العلمية وكذلك دورات متقدمة لتدريب المتخصصين في كيفية تدريس هذا التخصص وقد عقدت أول دورة في عام 2004م.
وعن الأسس التي بموجبها تم اختيار المركز كمركز مرجعي لدول الخليج أوضحت الفوزان أنه يعود لعدة أسباب أولها الامكانيات الكبيرة للشؤون الصحية بالحرس الوطني والتي وضعت تحت تصرف هذا المركز بتوجيه من الدكتور عبدالله الربيعة المدير التنفيذي للشؤون الصحية وبدعم من الدكتور بندر القناوي المدير الطبي للشؤون الصحية والدكتور سعود التركي المدير التنفيذي للشؤون الاكاديمية والدكتور محمد الجمعة مدير التعليم الطبي.
المركز معترف به رسمياً كمركز وطني ويتعامل بصفة دائمة ووثيقة مع مركز البحرين بجامعة الخليج وكذلك مركز الطب المبني على البراهين بعمان.
نحن على اتصال ولمدة عام مع مركز كوكرين بانجلترا للتحضير لانشاء مركز الكوكرين العربي.
عقب ذلك تحدث الدكتور سالم السويدان مدير مركز تدريب الدراسات العليا عن الدورات التي عقدها المركز فقال: عقدت ثلاث دورات الاولى كانت مبسطة وكانت مخصصة لاطباء الامتياز ثم تلا ذلك طلب مستمر من قبل الاطباء لتطوير الفكرة التي تطورت الى مؤتمر عالمي وحضره مؤسس هذا المفهوم البروفيسور جوردن كايت حيث أثنى على المركز مما شكل دافعاً لعقد العديد من الدورات المتقدمة والنشاطات العلمية.
وهذه الامكانات لم تأت عبثاً بل حرصاً من المسؤولين بالشؤون الصحية واندفاعهم في دفع المركز وانشائه بمستوى يليق باسم الشؤون الصحية بالحرس الوطني.
وفي سؤال للدكتور البربري عما ورد في تعريف الطب المبني على البراهين بأفضل الادلة المتاحة حديثاً قال: كما نعلم ان الطب من العلوم التي تتطور باستمرار وعندما يبني الطبيب قراره على معلومات مضى عليها عدة سنوات قد يشكل ذلك خطأ في حق المريض واستغلال الموارد الصحية بالطرق المثلى لذلك يجب ان يكون قرار الطبيب مبنياً على الادلة الحديثة التي تظهر كل ساعة ويجب ان يظهر من الطرق والوسائل التي تسهل على الطبيب الحصول على هذه الأدلة في الوقت المناسب ويستخدمه بالطريقة المناسبة في اتخاذ القرار لذلك فإن الطب المبني على الدليل يوفر هذه الامكانات والطرق بحيث يستطيع الطبيب في تخصصه ان يحصل على الدليل من الجمعيات العلمية المعتبرة ومن الهيئات الدولية المعنية بذلك وتوفر القدرة على تطبيق هذه التعليمات والتوصيات التي تصدر في المجال الصحي الخاص به ومراعاة هذه الخصوصية لهذه المجتمعات.
عقب ذلك تحدث الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي مدير عام الشؤون الطبية بالحرس الوطني عن مرئياته حول اختيار مركز الطب المبني على البراهين بصحة الحرس الوطني مركزاً مرجعياً لدول الخليج قال: يعتبر هذا فخراً للشؤون الصحية مجال الرعاية الصحية المبني على البراهين هو مجال حديث يتم فيه الجمع ما بين ما هو حديث في العلاج الطبي والقيام بعد متابعة الابحاث التي تكون حديثة من ناحية الرعاية الصحية بحيث يتم التوفيق بين هذه البحوث وما هو ممارس في الحياة الطبية، حيث تخدم جميع القطاعات الصحية وتخدم جميع الممارسين في المختبرات والاشعة التداخلية والصيدلانية أو الرعاية العلاجية أو الجراحية.
الهدف من ذلك اختيار ما هو مناسب ومفيد وحديث وأثبت بجميع الدلائل ان هذا هو الطريق الامثل من الناحية العلاجية وبذلك يتم اختيار الشيء المناسب لكل مريض على حدة بحيث يوضع له خطة علاجية متكاملة مناسبة لجميع الاعراض التي يعاني منها وكذلك الامراض الاخرى المتداخلة.
ويعتبر الاختيار مهماً لنا حيث أوجدنا لجاناً تعمل على وضع جميع الخطط والنظم الرئيسة وعقد الندوات المثالية والمتكررة للنشر واطلاع جميع العاملين في المملكة على هذا المنهج الاساسي الذي سيكون له مردود فعلي على الرعاية الصحية والمباشرة على جميع المرضى.
واشار الدكتور القناوي في سياق رده على سؤال حول التعاون الذي يلاقيه المركز بعد تعيينه مركزاً مرجعاً للطب المبني على البراهين مع مستشفيات دول الخليج والمراكز الصحية بدول الشرق الأوسط قال: التعاون سوف يكون وثيقاً وأن هناك اتصالات داخل المملكة مع جميع الممارسين في هذا المجال بدءا بوزارة الصحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى القوات المسلحة ومستشفى قوى الأمن ومستشفيات الشؤون الصحية بالحرس الوطني والتعاون سوف يكون وثيقاً سوف يكون هناك عقد لندوات متكررة وتعاون عن طريق الانترنت وهو مراجعة بعض الامراض المهمة واصدار بعض النشرات وتوزيعها عن طريق الانترنت لتحديث أساليب التشخيص والعلاج من هذه الامراض.
وجميع المراكز تقوم على هذا الاساس واعادت التوصيات للأمراض تشخيصها وعلاجها المناسب بما يتواكب مع كل بحث لأنه كل يوم توجد أبحاث تتجاوز المئات في مختلف الامراض سواء الرعاية الصحية أو الجراحية.
وتلخيص هذه الابحاث وتهيئتها للرعاية الصحية تتطلب جهدا كبيرا ولذلك لابد من وجود نواة لدراسة هذه الابحاث وتوجد لدينا هذه النواة لدراسة ما يستجد في العلوم الطبية المختلفة وهذه المراجعات تخدم الاطلاع الحديث وهذا يتطلب دراسة مستمرة ودائمة للمتغيرات الطبية الكثيرة نتيجة لتطور الابحاث الدوائية والتشخيصية التي يصعب الالمام بها لولا وجود مثل هذه اللجان التي تدعم هذه الوظائف.