Sunday 3rd July,200411601العددالأحد 15 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
المرأة وتوطين الشكوى!
فاطمة العتيبي

** من أبرز النقاط التي جعلت شكوى المرأة من بعض الأوضاع التي تعاني منها مقبولة ومنظورة وفق إطارها الديني الصحيح.. هي أنّ الشكوى توطَّنت.. ووجدت منافذ لها في الداخل.. فبعد أن كانت هذه الشكوى تُستثمَر في القنوات والإعلام المشوش الذي يستدرج بعض السعوديات للحديث عن أوضاعهن وتحويلها إلى قضية عالمية تحتاج التدخل من منظمات حقوق الإنسان وغيرها من التهاويل والاستفزازات التي زاد أمرها أنها جاءت في وقت كنا فيه تحت المجهر العالمي!.
وهو أمر مستفز وغير مبرر.. وإصلاح وضع المرأة هو ضمن إصلاح أمور كثيرة لا يمكن أن تقبل وفق حديث وتشهير وضغط خارجي.. وهذا ما أدركته الكثيرات لاحقاً!
** اتجاه وسائل الإعلام لاستقطاب الشكوى النسائية وفتح قنوات اتصال لها تعبِّر من خلالها المرأة عن معاناتها وتبث شكواها وانتقادها لأوضاعها من خلال وسائل إعلام وطنها سواء عبر الصحف أو عبر القنوات الإخبارية أو عبر برامج الإذاعة..
** إنّ هذا الاتجاه الذي خطته وسائل الإعلام كان ناجحاً ومثمراً على مستوى تقبُّل مؤسسات المجتمع للشكوى النسائية والنظر إليها على أنها ليست ضرباً من تحت الحزام للمجتمع أو مساعدة للضغوط الخارجية والحملات الشرسة التي قام ولا يزال يقوم بها بعض الإعلام الخارجي..
** كنت طالبت وغيري كثيرون بأن نوطِّن شكوانا وقضايانا فنفوِّت على الإعلام الخارجي فرصة النَّيْل منا والتشهير بمشكلاتنا وكأنها المشكلات الوحيدة في العالم.
وكنت أتمنى على بعض نساء وطني ممن يُستضفن في الإعلام الخارجي أن يسهمن هن أيضا في تفويت الفرصة على هذا الإعلام للنَّيْل منا وألاّ يجعلن من المنع في الحديث عن هذه القضايا داخلياً مبرراً لإيذاء الوطن في أزماته عبر وسائل الإعلام الخارجية!
** وبعد شهور من اتجاه وسائل الإعلام لفتح منافذ أكثر اتساعاً في الحديث بشفافية عن معاناة المرأة اتضح الفارق الشاسع فالسعوديات بدأن يحدِّثن مجتمعهن مباشرة بكل ثقة عن معاناتهن ومطالباتهن ونقاط الضعف التي تعتور طريق أحلامهن والعثرات والعوائق التي لا بد من إزالتها كي تصل المرأة إلى المكانة التي تستحقها بعد سلسلة طويلة من النجاحات العلمية والعملية التي لا بد أن تتوِّجها الآن بمشاركة حقيقية في الرأي والشأن العام.. وأن تدخل آمنة مرضياً عنها ولها في مراكز تتناسب مع حجم ما بلغته فمجلس الشورى لا بد أن يستفيد من هذه الخبرات النسائية الفاعلة التي لا تقل حماسة واتقاداً وموضوعية واتزاناً من إخوانها الرجال..
إننا يا إخوان شركاء في خريطة الوطن!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved