Sunday 3rd July,200411601العددالأحد 15 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

في لقاء مفتوح مع الدعاة وطلبة العلم والأئمة والخطباء في حائل.. وزير الشؤون الإسلامية: في لقاء مفتوح مع الدعاة وطلبة العلم والأئمة والخطباء في حائل.. وزير الشؤون الإسلامية:
وظيفة المسجد ليست سهلة.. وواجب الخطيب أن يكون مقتدياً بالسنة في خطبه

* الرياض - الجزيرة:
أعاد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ التأكيد على المسؤولية الشرعية والعظيمة المناطة بأئمة وخطباء المساجد والجوامع، والدعاة وطلبة العلم في مواجهة الأفكار المنحرفة، وفتن التكفير والتفجير وإزالة الشبهات، مشدداً على وجوب أن يقتدي الإمام والخطيب في الخطب والوعظ والمنهج النبوي في توجيه الناس وتوعيتهم وإرشادهم.
وأكد في هذا السياق أن المسلمين يحتاجون إلى الإرشاد في خطبة الجمعة أو من إمام المسجد، أو نحو ذلك فيما يجد من أمور عقدية، أو أمور اجتماعية أو أخلاقية، لأن هذا من أغراض الخطبة الشرعية أن يُؤْتي بما ينفع الناس ويعالج قضاياهم وفق المنهج النبوي والأصول الشرعية.
وشدد معالي الوزير آل الشيخ في كلمة وجهها إلى الأئمة والخطباء والدعاة وطلبة العلم بمنطقة حائل، خلال لقائه بهم في مقر مركز الأمير سلطان الحضاري بحائل مؤخراً أن إزالة الشبهات مهم جداً، ومن أمثلته ما حصل في السنة هذه من فتنة وزيغ الفئة الضالة المكفرة المفجرة، أهل التكفير والتفجير، وقال: قد يرَوج بعض الأشياء التي يقولونها، يقولها بعضهم إما في مواقع الإنترنت، قد تروج على بعض الجهلة، لكن الواجب أن تزال هذه الشبه، وأن يبين حكم الشرع وضوحاً، منوهاً معاليه بما قام به الأئمة والخطباء في هذه المنطقة بخصوصنا، وفي جميع مناطق المملكة بعمومها، حيث قام الجميع بواجب كبير، وأوضحوا كل على حسب ما آتاه الله -جل وعلا- لكن أيضاً لابد من مواصلة في هذه المسائل حتى لا تنبت نابتة جديدة.
وحذر معاليه -في ذات الوقت- من أن يكون عندنا شبهات أخرى جديدة، ونوابت جديدة تعتمد على الأهواء والشبهات، مكرراً أن إزالة الشبهة والتحذير منها واجب عظيم جداً، والنبي- صلى الله عليه وسلم- بين أن الخوارج هم الذين تلاعبت بهم الأهواء، وأن أهل الأهواء هم أهل الزيغ والله -جل وعلا- يقول: { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ}، من يجد هذه الفتنة ويحذر منها هذا واجب الخطيب، ولا يكفي مرة أو مرتين لأن الخطر من التأثر بوجودها أعظم،الشهوة عابرة تأتي وتزول، والإنسان إذا ذكر بها استغفر وأناب، والصلاة إلى الصلاة مكفرة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، لكن الشبهات تتأصل في النفوس، وقد ينشأ عليها أناس ويعظم الخطب به.
وشدد معالي الشيخ صالح آل الشيخ على أنه لابد من مواجهة الانحراف وفتنة التكفير والتفجير، وهذه الأهواء، مواجهةً قوية، وهذا دور الخطيب وإمام المسجد، وليس فقط المواجهة بالكلمة، أيضاً الإمام عليه أن يضع بالتعاون مع جماعة المسجد أن يضعوا أيديهم في أيدي بعض بالتعاون على البر والتقوى في أن يلحظوا الناس، يلحظوا الجماعة، هل منهم أحد متأثر، هل منهم أحد عنده شيء من الأفكار، فلابد من الحماية، وهذا أعظم نصيحة للمسلمين، خاصة في هذا الشأن العظيم الذي يترتب عليه انحراف في العقيدة والتكفير أو ارتكاب موبقات عظيمة من القتل والإفساد في الأرض والمحاربة والحرابة.
وقال: هذه مسائل تحتاج منا إلى أن نكون معا، فإمام المسجد يلحظ المسجد، وينظر ويعرف الجماعة، يعرف الشباب الذين فيه، هل أحد عنده تصرفات وينصح له، ويبين له النصيحة التي تردعه، وينبه والده أو قرابته، أو نحو ذلك حتى يجتمع الجميع على كلمة سواء في صد هذه الفئات. وأبرز معاليه: أن المساجد عليها الدور الأعظم في المحافظة على السنة، المحافظة على العقيدة.. المحافظة على منهج السلف، منهج أهل السنة والجماعة في التحذير من فتن التكفير، والتفجير، والأهواء، والضلالات والغلو في الدين، وأعلم أن الجميع يقومون بواجب كبير في هذا الصدد، لكن لابد من المواصلة، لأن المرء لايدري ما الذي يأتي للناس خاصة بعض الفئات يذهبون للإنترنت ويطالعون فيها شبهات تَرَسَخ في ذهنه، فإذا كان هؤلاء لا يحضرون دروسا لأهل العلم، ولايستشيرون أهل العلم فيما أشكل عليهم فكيف ستزول الشبهات عنهم؟ لن تزول إلا بفضل الله - جل وعلا- أولاً، ثم بما يقوم به أئمة وخطباء المساجد والجوامع من الجهد في هذا الأمر، لأنهم هم يصلون ويأتون للمساجد، فلا بد من الاهتمام بهذا الأمر جداً وأن يتعاون فيه الخطباء والأئمة، وعلى طلبة العلم والدعاة والعلماء بعامة في كل مكان أن يرعوا الأمانة، ومن الأمانة التي على أهل العلم أن يبينوا، والبيان في كل مقام بحسبه، بحسب المصلحة الشرعية، فهنا لابد من المواصلة حتى لا تتكرر المشكلات، حتى لايتكرر البلاء الفئات الضالة، حتى لايتكرر المروق والخروج من المنهج الحق. وأكد معاليه على وجوب أن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً في أداء واجبنا وأمانتنا، فالمسألة عظيمة، والمساجد هذه بيوت الله، والإمام والخطيب له ولاية بالتفويض على هذه البيوت، بيوت الله، فإذا لم يرعها بحسب ما جاءه ممن فوضه بذلك، وولاه عليها فإن رعايته للأمانة ينقص منها بمقدار نقصه في ذلك، المسألة تحتاج إلى مراجعة للنفس شرعية، والحذر من المخالفة لما أمر الله -جلا وعلا- به في ذلك. وتوقف معاليه عند بعض الاجتهادات الفردية، وقال: إن البعض يقول عندي اجتهادات، أنا أرى أن الصحيح كذا، والصحيح كذا، نقول نعم. لا. حجر على اجتهادك فيما يخصك، لكن الاجتهاد في المساجد، الاجتهاد في الخطب، هذا ليس لك، تلقى على أولادك تلقى علىأسرتك هذا اجتهد، لأن الولاية لك، وأنت محاسب أمام الله -جل وعلا- لكن ماهو متعلق بالمسجد، فليس لك أن تجتهد بما يخالف ما عليه أهل العلم، يخالف ماعليه المرجع، أو ما عليه الوزارة ما تبلغ به، لأنه حينئذ تكون أنت قد جعلت لك ولاية تامة، وهذا لا قائل به، اجتهاد المرء في نفسه فيما ينوبه هذا لا يلاحق الناس باجتهاداتهم إلا إذا تعدى ضررها، لكن فيما يتعلق بالمساجد -لا- ليس له أن يجتهد، لابد أن يتقيد بما يأتيه من أوامر، لأن هذا هو الواجب عليه شرعاً، والاجتهاد الخاص كما هو معلوم لايقضي على الاجتهاد العام، لأن الاجتهاد العام هذا لأهله، والاجتهاد الخاص أقل رتبة منه.
وكان معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قد بدأ كلمته التوجيهية إلى الأئمة وخطباء المساجد الجوامع والدعاة وطلبة العلم قائلاً: إن وظيفة المسجد ليست وظيفة سهلة، وعمل المسجد عمل في الشرع عظيم، إنما يقوم به من هو مستحق له شرعا، ولذلك نستحضر أن نبينا- صلى الله عليه وسلم- مع انشغاله بأمور الناس، وعظم شأن الوحي المنزل عليه، فهو النبي الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو الإمام، الإمام الأعظم، ولي الأمر، وهو القاضي، وهو المفتي، وهو المعلم، والمرشد، وكذلك كان إماما للصلاة وخطيباً في مسجده -عليه الصلاة والسلام- والخلفاء من بعده تولوا هذه المسؤولية.. مسؤولية إمامة المسجد وخطبة الجمعة، وذلك لعظم شأنها شرعاً من جهة امتثال أمر الله - جل وعلا- في ذلك، ومن جهة أثرها في التوجيه، توجيه الناس، وما ينبغي عليهم في ذلك، كما ظهر لكم أن النبي- صلى الله عليه وسلم -تولاها والخلفاء الراشدون تولوا ذلك.
وخلص معاليه إلى القول: إن أئمة وخطباء المساجد هم نواب في أداء هذه العبادة العظيمة، وممتثلون لسنة النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذه العبادة العظيمة، فليس الشأن فيها أنه وظيفة تؤخذ عليها مكافأة أو رسم من بيت المال، وإنما الشأن في أنها أمانة عظيمة يجب أن تُرعى فيها الأمانة لكونها أمانة من عدة جهات، الجهة الأولى أنها أمانة لأنها متعلقة بأعظم أركان الإسلام العملية، وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ألا وهي الصلاة، وهذا يجعل الإمام والخطيب مؤتمنا على أعظم أركان الإسلام العملية.. فالشأن من هذه الجهة عظيم، أما الجهة الثانية في عظم شأن الأمانة في الصلاة، إن الإمام والخطيب يتذكر أن الذي قام بهذه المهمة هو نبي الله- صلى الله عليه وسلم-، فلم يكن في زمنه -عليه الصلاة والسلام- ولا في زمن أبي بكر، ولا في زمن عمر، ولا في زمن عثمان، ,لا في زمن علي في المدينة من يخطب الناس يوم الجمعة، ويؤمهم للجمعة إلا النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم الخلفاء من بعده، أما مساجد الصلوات والفروض فهذه كثيرة، فإذاً المسألة أمانة، لأنك (الإمام) تعلم أن ترث في هذه الوظيفة الشرعية، المسألة عظيمة عند من يعظم في قلوبهم توقير الله -عز وجل-، والخوف منه، ومراقبة الرب - جل جلاله- في هذه الأمانة.
وواصل معاليه القول: والجهة الثالثة من كونها أمانة، أن ولاية المسجد يليها الإمام في مساجد الفروض، ويليها الخطيب في الجمعة نيابة عمن له الأمر في ذلك، فهو (الإمام الخطيب) يقوم في الحقيقة بأداء أمانة أوكلت إليه من ولي الأمر، أو من الجهة المسؤولة، فإذا علم ذلك يقيناً لن تبرأ ذمته إلا بأن يتصرف فيها تصرف النائب عمن أنابه، أو من ولاه هذه الولاية في المسجد، تصرف الأمين الذي يراقب الله -جل وعلا- ثم يراقب الأمانة، ومن وكله تلك الأمانة، وقال: إن هذا يجعل المسألة عظيمة في أن الإمام والخطيب ليست مسألة اجتهادات فردية، يقول: (أنا أرى كذا ويصلح كذا) وما يأتيه من تعليمات لايراها، لا تبرأ ذمته، ولا يكون مؤديا للأمانة بأن يجعل اجتهاده (الذي قد يكون معذورا فيه) لكن لا يجعل اجتهاده مقدماً على ما رآه ولي الأمر، أو الجهة التي أوكلت إليه هذه الجهة، لأنه ولايته بالتفويض, وولاية التفويض لابد أن يلتزم فيها لمولى بما فوض فيه بإجماع أهل العلم، وهذا يعني أن المسألة كبيرة.
وأكد معالي الوزير آل الشيخ أن واجب الخطيب في المسجد أن يكون مقتدياً بالسنة في خطبه، وطلاب العلم يراجعون ويبحثون في خطب النبي- صلى الله عيه وسلم-، وخطب الخلفاء، وهذه موجودة محفوظة في كتب الحديث، في كتب السنة، في كتب أهل العلم، محفوظ شيء كثير منها، مشدداً على أن الأساس في خطبة الجمعة- كما ذكر المحققون من أهل العلم الذين درسوا تلك الخطب، أنها معتمدة على أربعة أمور: الأمر الأول تمجيد الله، والثناء عليه بما يستحقه سبحانه وتعالى من نعوت الجلال وأسماء الجمال، وماله سبحانه من حق الربوبية والألوهية، وهذا هو توحيده - سبحانه وتعالى-.
وقال: الخطبة لإعلان الثناء على الله - جل وعلا-، ولإعلان توحيده، وتكرار ذلك، ولهذا كان من شروط صحة كل خطبة، أو من الأركان عند كثير من أهل العلم أن تكون مشتملة على الشهادتين، كما ثبت في المسند، وفي غيره أنه -عليه الصلاة والسلام- قال:(كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجزماء- يعني مكروهة منبوذة- ينفر منها من له طبع سليم، فيُعَظم الخطيب في خطبته الرب -جل وعلا-.. ويلين القلوب بالمحبة لله -جل وعلا-.. وبالثناء عليه وتعظيمه، وإذا كان هو يعيش ذلك، فإن الناس سيعيشون معه ذلك، لكنه إذا كان خاوي الوفاض من هذا الأمر فإن الأثر سيكون أقل.
وبين معاليه أن الأمر الثاني من أسس الخطبة في السنة أن الخطبة فيها الموعظة.. خطب النبي- صلى الله عليه وسلم فيها الموعظة بالتذكير بما في الدار الآخرة، والتذكير بهوان الدنيا، والتذكير بالإقبال على الله، والموعظة، والترغيب، والترهيب، وأكثر خطب النبي- صلى الله عليه وسلم- مشتملة على هذا الأمر، ذلك لأن الغرض من الخطبة أن يكون فيها تذكير الناس بالآخرة.
ورأى معاليه أن كثيرين اليوم تركوا الوعظ، فلذلك قست القلوب، لأن كثيرين من الخطباء، الوعظ الذي يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة قل أو صار فيها ضعف وبالتالي أثر الناس فيه ضعف، وقال: الكثير يخاطب العقول، يخاطب الحماسات، يخاطب الشعور، لكن لا يخاطب القلوب والصدور بالمواعظ التي ترد، ننظر إلى عدد، ونسمع عددا من الخطب الكثير ثم الكثير، نجد أن الوعظ قليل فيها، وخطب النبي- صلى الله عليه وسلم- مشتملة على الوعظ، فلذلك أن تكون الخطب فيها كل ما يعلَّ للخطيب ويكون مقصراً في هذا الباب، فإنه قد فاته نصيبه من سنة النبي- صلى الله عليه وسلم-.
وأوضح معاليه أن الأصل الثالث أن الخطب فيها دعوة الناس إلى التوبة والاستغفار، وتقوى الله- عز وجل-، لذلك نجد أن خطب النبي- صلى الله عليه وسلم- مشتملة على الوصية بالتقوى، إما أن يقرأ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ }{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، وإما أن يوصي بالتقوى مباشرة (أيها الناس اتقوا الله)، مؤكداً معاليه أن تعظيم التقوى، تعظيم الأمر والنهي، وأمر الناس بالتوبة والإنابة إلى الله هذا زبدة الرسالات.. الرسل أجمعت على أمر الناس بالاستغفار والإنابة، قال تعالى:{ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1} أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ {2} وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} ، وقال: هذا أصل عظيم، طلب التوبة بين الناس، لأن إصلاح الناس كيف يكون، بأن تطلب منهم أن ينيبوا إلى ربهم، أن يتقوه، كل واحد في مجاله، فما أعظم الوصية بالتقوى والوصية بالتوبة والاستغفار.
وواصل معاليه القول: الرابع من الأصول التي جاءت في سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- في الخطب أنه ربما عرض فيها لبعض الأخطاء، هذه قلة حفظت في بعض خطبه - عليه الصلاة والسلام- على ما يقع من الناس من أغلاط، وأحياناً يأتي فيها في خطبة الجمعة، وأحياناً يأتي بها في خطبة مستقلة، يرى الأمر فيصعد المنبر ويخطب ويقول.
وقال: وكان -عليه الصلاة والسلام- إذا تعرض لشيء لا يُفصح عمن يقع فيه، وإنما يذكر الأمر بالعموم، لأن الخطب لا يصلح فيها تنصيص، لايصلح فيها إلا مافيه رفعة في القول، ورفعة في الأسلوب، كان يقول: (أيها الناس ما بال رجال يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله، فمن اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط) كما في الحديث الذي في الصحيح، حديث عائشة في قصة عتق بريرة: (وفي أمر آخر قال: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا)، وذلك لأن خطبة الجمعة هي لإصلاح الوضع، لإصلاح الخطأ، فتكون بقدرها، ما نلحظ أنه في كل خطبة يأتي بشيء ما، مما يقع فيه الناس، وإنما كان لماماً يأتي بذلك على هذا الأسلوب.
وأضاف إن الذين يصرخون بأسماء، وبأشياء، هؤلاء لاشك أنهم على خلاف السنة في ذلك، وليس لهم من الحجة، لا حجة صحيحة، ولا حجة ضعيفة من سنة النبي- صلى الله عليه وسلم-، بل كان - عليه الصلاة والسلام- وهو الهادي البشير كان يقول القول العظيم المختصر، الذي فيه نفع للعباد، وليس فيه جرح لأحد، لأن الناس شيء واحد، إذا كان في باب الغيبة والنميمة، قال الله تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}، وقال أيضاً: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ }، جعل الذي يلمز أخاه، قال لاتلمز نفسك {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ }، وقال {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}، هنا الأمة، الناس، المجتمع، شيء واحد، فإذا صارت الخطبة ميدانا لطعن هذا في هذا، وما أشبه ذلك، فإذا تكون طعناً في النفس، وهذا باطل وخلاف السنة، بل خلاف مقتضى الشريعة التي جاءت بتحصيل المصالح وبتقليل المفاسد.
وأفاد معاليه أن المتأمل اليوم ينظر فيجد أن أعظم ما يبتلى به الناس إما تفريط في واجب، وإما إنتاج محرم، وامتثال الواجبات أعظم من الانتهاء عن المحرمات، كما قال أهل العلم: (إن جنس الامتثال للأمر أعظم شأناً من جنس الانتهاء عن النهي)، ودليلهم في ذلك أن إبليس أُمر السجود فلم يمتثل للأمر فحلت عليه اللعنة إلى يوم الدين، وآدم- عليه السلام-، نهي لم يمتثل للنهي فوقع في الخطيئة ثم غفر الله له.
وأضاف: ولذلك الخطيب في اهتمامه بالناس برعاية جنس المأمورات، هذه أهم من جنس المنهيات، فالتركيز على جنس المأمورات الأمر بالتوحيد، الأمر بالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، الأمر بأداء الأمانة، بصدق الحديث، بالوفاء بالعهود، صلة الرحم، بر الوالدين أداء الحقوق، حقوق الرجل، حقوق الاهل على الرجل حقوق الناس حقوق ولاة الأمر ونحوذلك، أداء الحقوق المسلمين بعامة.. هذه الأوامر جنسها أعظم من جنس امتثال النواهي، فيكون التركيز عليها أعظم، لأنها إذا صلحت الناس انتهوا عن المنهيات، وصارت أدعى لذلك، كذلك يأتي إلى ما نهي عنه، ويهتم به ويرشد الناس إلى ترك المحرمات والحذر من الموبقات وأشباه ذلك بقدر الأمر. وفي ختام كلمة معاليه، قال أسأل الله - جل وعلا- للجميع التوفيق والسداد، وأن يجعل عاقبتنا إلى خير، اللهم إنا نسألك أن توفقنا إلى مافيه صلاح القول وصلاح العمل، اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه الخير والسداد، واجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى إنك على كل شيء قدير، اللهم وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويعافى فيه أهل المعصية، إنك على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
وحضر اللقاء سعادة وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية الأستاذ سعود بن عبدالله بن طالب، وفضيلة وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العمار، وسعادة المدير العام للإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام الأستاذ سلمان بن محمد العُمري.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved