*حلقات أعدها - عبدالرحمن العطوي:
في سلسلة حلقاتنا التي اعددناها لكم من داخل اسوار سجن تبوك تتنوع القضايا ولكن هناك سجناء لهم وضع خاص في اسباب دخولهم السجن كما هي قصتنا اليوم مع هذا السجين الذي أوضح ان سبب دخوله لهذا السجن هو المطالبة بمبالغ مالية لا يستطيع سدادها واصرار المطالب بالحق الخاص بالدفع او السجن لخصمه، فهناك الكثير من السجناء ممن أوقفوا بسبب عجزهم عن السداد وعدم تقبل الطرف الآخر (صاحب الدين) اي مهلة للسجين واصراره على البقاء بالسجن او الدفع، وقد يكون الموقوف بالسجن في مطالبة مالية موظفاً سواء عسكرياً او مديناً، او يمارس اعمالاً حرة وهذا بالطبع يؤثر على عمله وتعطيل المصالح او قطع لرزقه ان كان يعمل في اعمال حرة فكيف يجمع المال وهو سجين؟.. كذلك قد يكون السجين يعول اسرة كبيرة تلقى العناء والشتات بعد سجن عائلها وهذا ما يجسده ممن التقينا به من داخل سجن تبوك اليوم حيث يقول المواطن (م.ع) إنه رجل في الخمسين من عمره وموظف بسيط راتبه اربعة الآف ريال ويعول اسرة مكونة من 13 فرداً كما يعول اسرة شقيقه المتوفى ويدفع ثمن ايجار منزلين بالاضافة الى تكفله بدفع مصاريف اسرة شقيقه المتوفى والمبلغ المطالب به وسجن بسببه 23800 ريال فقط.
يقول (م.ع): بالرغم من ضآلة حجم المبلغ، فأنا راتبي كله لا يكفي مصاريف للاسرتين وجميع ابنائي وابناء شقيق المتوفي في مختلف المراحل الدراسية عدا ابني الأكبر فهو يعمل براتب قدره 1200 ريال وهذا المبلغ لا يكفي حتى لمصاريفه الشخصية.. وأضاف: لي الآن ما يقارب الشهر في السجن، واسرتي بحاجة لي ولا استطيع تسديد هذا المبلغ الذي كان بسبب اقساط سيارة وأنا في السجن لا استطيع عمل شيء لصاحب الدين وأتألم لحال اطفالي واسرتي واطفال اخي المتوفى (رحمه الله)، فمن يقوم بالالتزام باحتياجاتهم.. وانني اوجه ندائي لاصحاب القلوب الرحيمة ولاهل الخير والاحسان ان يفكوا اسري.. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، فأسرتي واطفالي وابناء اخي المتوفى بحاجة لي فهل تدخل الفرحة في قلوبهم ويجدون من ينفذ عائلهم؟.. ان اهل الخير في هذه البلاد كثر، وأتمنى من الله عز وجل ان يفك ضائقة كل مدين وأن يجزي المحسنين خير الجزاء.
هذه إحدى القصص التي يعاني اصحابها من الضائقة المالية ومن هموم عجزهم عن السداد، وهناك العديد من هؤلاء في سجن تبوك بسبب مبالغ مالية متفاوتة منها المبالغ الكبيرة والأخرى الصغيرة، كما هو حال من التقنيا معه والذي يعول اسرة كبيرة من النساء والأطفال واسرة جميعها ايتام شقيقه المتوفى.. فنسأل الله ان يكون هذا اللقاء عمل خير، وأن نجد من يمد يد العون لهذا السجين ومن هم في مثل قضيته.
|