تقديم موعد نقل السلطة للعراقيين كان نوعاً من الاحتياطات الأمنية خوفاً من هجمات متوقعة للمقاومة العراقية.
ولكن هذا يؤكد في الوقت نفسه أن تحديد الثلاثين من يونيو في البداية كموعد لنقل السلطة العراقية كان قراراً اعتباطياً لم يكن يستند إلى أي حقائق.
وقد كان الأولى أن يرتبط موعد نقل السلطة بتنامي قدرة الحكومة العراقية على النهوض بالأعباء التي ستتحملها وفي مقدمتها إعداد البلاد لإجراء انتخابات حرة أول العام المقبل. ورغم أن اختيار علاوي كرئيس وزراء مؤقت للعراق تم قبل أسابيع وبمشاركة من الأمم المتحدة إلا أنه يمكن القول إنه لا الرئيس الأمريكي جورج بوش ولا أي من مسؤولي إدارته يعتقد بشكل جدي في قدرة أو استعداد علاوي ووزراء حكومته لإجراء انتخابات ديموقراطية.
ورغم أن أياد علاوي وحكومته سيتحدثون من الآن باسم العراق فإن معنى ما سيقولونه سيتوقف على أطراف خارجية بالتأكيد مثل جنرالات القوات الأمريكية البالغ عددها 140 ألف جندي يتمركزون في العراق ومثل مسؤولي المساعدات الأمريكية والشركات الكبرى التي تسيطر على مشروعات إعادة بناء في العراق بمليارات الدولارات.
كما أن مواجهة المقاومة العراقية مازالت مهمة القوات الأمريكية وفي يد قادتها كما كان الحال من قبل رغم وجود رئيس وزراء عراقي.
لذلك فإن ادعاء المسؤولين الأمريكيين أن الاحتلال الأمريكي للعراق انتهي اليوم بصورة من الصور أمر يثير السخرية.
فما حدث هو انتقال الاحتلال إلى مرحلة جديدة.
وإذا انتقلنا إلى الشارع العراقي سنجد أن الشك هو سيد الموقف بالنسبة لما حدث. فسوف ينتظر العراقيون ليرون ما إذا كان انتقال السلطة يعني عودة التيار الكهربائي إلى منازلهم وعودة الأمن والنظام إلى الشوارع كما كان الحال في عهد النظام الديكتاتوري السابق. الخلاصة هي أن واشنطن لا تستطيع أن تتهرب من مسؤوليتها عما يحدث في العراق بعد اليوم.
فإدارة الرئيس بوش سلمت سلطة شكلية لحكومة عراقية. ولكن إذا ما هوى العراق في قبضة نظام حكم ديكتاتوري جديد أو في مستنقع حرب أهلية لن يستطيع البيت الأبيض أن يبرأ نفسه من المسؤولية.
(نيويورك تايمز) الامريكية |