Sunday 3rd July,200411601العددالأحد 15 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

افتتاحيات الصحف ........... افتتاحيات الصحف ...........
من يحكم العراق؟!

مشكلة السلطة العراقية لن تكون في البحث عن قدرتها على العمل في أجواء الحرب التي تعيشها الشوارع العراقية و في وضع أقل ما نقول عنه أنه مأساوي بكل معنى الكلمة، بل مشكلة السلطة العراقية في السؤال عمن يحكم العراق حقاً؟ لا يمكننا الهروب إلى الأمام بالكذب على العالم مرتين، فالذين تم تنصيبهم جاءوا من خلف البحر، و الذين تم اختيارهم طرحوا أفكاراً لا يوافق عليها 80% من العراقيين، و بالتالي تظل المسألة الأمنية هي التي تهم الشعب العراقي الذي وجد نفسه منذ 14 شهراً أسيراً حقيقياً وسط جملة من المسميات أبرزها (حرب الاحتلال) التي خاضتها الولايات الأمريكية ضده. بوش أراد أن يلعبها هذه المرة بشكل مباشر.
أراد أن يقول للعراقيين و لغير العراقيين أن «مصلحة الولايات المتحدة في العراق هي مصلحة -إنسانية- مرتبطة بالمؤسسات الدستورية، أو ببساطة بالديمقراطية التي ظل الأمريكيون يعزفونها على أجساد الجثث و الضحايا منذ وصولهم إلى أسوار بغداد قبل أكثر من عام.
العراقيون اليوم يعرفون أن السلطة العراقية القومية، أو السلطة العراقية الموحدة (أي السيادة العراقية)، أو كيفما كان اسمها بمثابة الورقة الانتخابية التي يريد بوش أن يلعبها في العراق، لأن خسائره كبيرة هناك، و لأن رهانات (ديك تشيني) داخل ما يسميه (المصالح الأمريكية في العراق) تداخلت فيما بينها و اصطدمت بصخرة المقاومة العراقية التي رفضت الاحتلال بنفس رفضها للنظام العراقي السابق، المخلوع والفاسد. فأية سلطة للعراقيين حقاً؟ مشكلة الإدارة الأمريكية أنها تلعب كرة مضرب بالطريقة الأكثر براغماتية و تطرفاً في الوقت نفسه، فأن تسلم السلطة للعراقيين وفق الشروط الأمريكية ووفق البنود التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخرج عن إطار (الاحتلال الأمريكي للعراق) فهذا يشبه في كثير من مشاهده فيلماً أمريكياً من زمن رعاة البقر،بنفس أسلوب قطاع الطرق الذين كانت تطلق عليهم الفيدرالية الأمريكية اسم (الهنود الحمر)! مشكلة السلطة العراقية أنها ستجد نفسها في مواجهة الاحتلال القديم والجديد، وأنها ستضطر إلى الدفاع عن فكرة (العراق الجديد) و عن (الاحتلال الأبيض) معاً لأن أمريكا التي تدفع بأرواح جنودها في العراق لا تفعل ذلك لأجل عيون العراقيين بل لأن المصالح الأمريكية في المنطقة أكبر و أخطر بكثير مما يقال لنا، و الأيام المقبلة ستثبت اللعبة كلها!.

(ليبيراسيون) الفرنسية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved