* خاص - من نادي دبي للصحافة:
أكد الدكتور محمد الدوري المندوب السابق للعراق لدى الأمم المتحدة أن لا سيادة للعراق في ظل السيطرة الأمنية لقوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبقاء 160 ألف جندي أجنبي على أرض العراق، وفي ظل سيطرة قوات الاحتلال التي تغير اسمها إلى القوات متعددة الجنسية على عوائد العراق الاقتصادية والمالية. جاء ذلك في ندوة نظمها نادي دبي للصحافة حول انتقال السلطة إلى العراقيين، تحدث خلالها إلى جانب الدكتور محمد الدوري، الدكتور علي الدباغ المحلل السياسي والخبير بشؤون الحوزة العلمية الشيعية في العراق، وأدار الندوة الدكتور صباح ناهي نائب نقيب الصحافيين العراقيين سابقاً.
وفي عرضه القانوني للمرحلة التي يمر بها العراق والأحداث الجسيمة التي تعرض لها، قال الدكتور الدوري إنه لا يمكن فصل القانون عن السياسة، كما أن القراءة القانونية للقرارات السياسية أمر مطلوب من جهة التأصيل القانوني لهذه القرارات. وفي إطار حديثه عن قرارات مجلس الأمن حول الإطار القانوني لاحتلال العراق ومرحلة ما بعد الاحتلال (القرارين 1483 - 1546)، قال الدكتور الدوري إن مجلس الأمن لا يستطيع تحديد مستقبل أية دولة إلا إذا طلبت الدولة ذلك وليس البلد الذي يحتل تلك الدولة كما هو الحال مع الوضع العراقي.
وأشار الدوري إلى أن القرارات التي اتخذها السفير بريمر قبل مغادرته العراق بما في ذلك منح كافة الأجانب الحصانة القانونية ضد أية مخالفات يمكن أن يرتكبوها على أرض العراق، وكذلك تعيين أكثر من 80 مستشار أمريكي في كافة الوزارات والهيئات العراقية، إنما يعبر عن انتقاص واضح لمفهوم السيادة الذي يتمثل في قدرة الحكومة على اتخاذ القرارات السيادية في كل ما يتعلق بالأنشطة القائمة في إطار الدولة دون أي تدخل أجنبي.
وأكد الدكتور الدوري أنه أمام الحكومة العراقية طريق واحد لاستلام السيادة الكاملة يتمثل في طرد الأجنبي من خلال المقاومة الإيجابية ومحاربة الاحتلال، والعمل على توحيد الصف الوطني. منبهاً من خطر الامتداد الإسرائيلي في العراق ليس فقط في منطقة كردستان بل في بغداد نفسها، حيث يتواجد آلاف العناصر من الموساد الإسرائيلي تحت غطاء الشركات الأجنبية التي تعمل في العراق حالياً.
بدوره تحدث الدكتور الدباغ عن القوة الفاعلة في الشارع العراقي والتغيرات الحاصلة باتجاه تفعيل مؤسسات المجتمع العراقي، حيث أكد أن الشارع العراقي كان دائماً مغيباً ومسحوقاً، في الوقت الذي تتحمل فيه الصحافة والإعلام العربي مسؤولية كبيرة في تغييب الحقيقة، وغض الطرف عن سياسات النظام السابق.
|