الشيء الذي لا أجد له مبرراً من عقل أو حتى هدف، أن كثيرين من الشباب يتجمهرون عند مداهمة رجال الأمن لمواقع فيها مطلوبون أمنياً، وهو منظر يتكرر كثيراً، وله الكثير من الأضرار بالطرفين، أي برجال الأمن وبالمتجمهرين أنفسهم، فرجال الأمن ينشدهون بين تنظيم المتظاهرين وإبعادهم عن مواقع الخطر حفاظاً على أرواحهم، وبين هدفهم الذي جاءوا من أجله، وبذلك يفقدون كثيراً من التركيز على هدفهم، ويصبح المتجمهرون عائقاً كبيراً لهم، بدلاً من أن يكونوا عامل نجاح مساعداً لهم، أي أن مهمتهم تكون مهمتين بدلاً من واحدة، وإذا دققت النظر في المتجمهرين ستجد أنهم من المراهقين الذين لديهم غريزة حب الاطلاع على ما يجري، بل ومعهم من غير السعوديين ممن يحبون الاطلاع، وهي غريزة قد تفقد أحدهم حياته، إذ إن المسألة مسألة حساسة وخطيرة جداً، فهم هنا ليسوا في متنزه، بل في ساحة إطلاق نار ومتابعة لمن يريد رجال الأمن القبض عليهم، وهنا الخطأ الفادح الذي يرتكبه الشباب، أي أن أحدهم يعرض حياته رغبة وطوعاً منه للخطر، وتجد بعضهم يقف أمام الكاميرا التلفزيونية وهو يبتسم ويضع هاتفه النقال عند أذنه، كمن يقول ها أنذا هنا!!!، لكن أيضاً هناك جزء من الخطأ يقع على المخرج التلفزيوني لقناة الإخبارية وفقها الله، إذ إنه يسلِّط الكاميرا عليهم، وهم يتحاشدون أمام الكاميرا لتظهر صورة كل منهم، فلو أن المخرج تجاوزهم إلى مشهد آخر وتناسى وجودهم، لكان في ذلك نوع من التثبيط لهم وعدم تشجيعهم على الاقتراب من مواقع الخطر، ورجال الأمن في تلك اللحظات بين هدفين كلاهما مهم جداً، الأول الذي جاءوا من أجله هو القبض على المطلوبين بأقل الخسائر، والثاني هو إبعاد المتجمهرين من المراهقين عن الخطر، وكلا الموقفين مزعج جداً لرجال الأمن الذين لا يحبون أن يستعملوا الشدة مع المراهقين.
رجائي إلى الشباب الذين يحبون تلك المغامرات أن يتركوا رجال الأمن يؤدون عملهم ويبتعدوا عن إزعاجهم بالتجمهر، لأن في تجمهرهم ذلك شيئاً من عدم العقلانية والتحضر الذي ننشده، ثم إن قناة الإخبارية تتابع الأحداث بوجه متألق وصورة حيَّة، وبشكل دقيق للغاية، فيكفي أحدهم أن يشاهدها وهو آمن مطمئن في منزله دون أن يزعج نفسه وغيره، ودون أن يعرِّض حياته للخطر أيضاً، هذا ما أرجوه من الشباب الذين صاروا عبئاً على رجال الأمن أيضاً. وفَّق الله الجميع.
فاكس 2372911
|