** لقد بدأنا - بحمد الله - نعيش العد (التنازلي) لهذه الفتنة التي أحدثتها الفئة الباغية عندما زيَّن لها الشيطان أعمالها فمكرت بأهلها ومستأمنيها مكراً كُبَّاراً.
لقد بدأ العد التنازلي منذ مصرع (المقرن) وعصابته، ثم بدأ استسلام أفراد هذه الفئة الذين استجابوا - من أجل أنفسهم ودينهم وأسرهم ووطنهم - لقرار العفو الراشد!
إن ما عشناه - بكل ألم - فتنة لم تنل مَن أشعلوا الفتنة، بل نالت كل مواطن ومقيم.
والفتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة، نسأل الله أن يقي بلادنا شر الفتن!
وإذا كان سوف يبقى لنا من آثار هذه الفئة الباغية شيء فهو - بحول الله - المزيد من التمسك بثوابتنا الدينية والوطنية، فلن يغيرنا أو يزيحنا شيء عن التمسك بها، كما أكدت كل قيادات هذا الوطن.بقي أن نكون - من اليوم - أكثر تنبُّهاً لكل ما يحيكه الأعداء سواء في الداخل أو الخارج، وأن نكون يداً واحدة ليبقى هذا (البلد) آمناً تُجبى إليه ثمرات كل شيء كما أراد له ربه.
**
بعض خطب المساجد طروحات راشدة للأحداث تستحق النقل
** طروحات بعض خطباء الجوامع طروحات موفقة تنزل إلى الواقع بوعي، وتطرح الأحداث باتزان، وتسهم في بلسمة الجراح ووضع الحلول ببعد نظر لكل ما واجه هذا الدين والوطن من بغي وإجرام من فئة ظالمة من أبنائه بكل أسف وأسى!لقد قُدِّر لي أن أُصلي يوم الجمعة قبل الماضية في جامع الشيخ فهد العويضة - رحمه الله- بالرياض، وكم كان خطيب هذا الجامع موفقاً ومسدداً عندما تطرَّق - بتسلسل تاريخي - إلى بعض الفتن وما آلت إليه، وتناول (فتنة ابن الأشعث) في العصر الأموي الذي أراد الخروج على نظام الدولة، وفسخ البيعة ودعا الأتباع وغرر بكثير من الأخيار، ولكنه هُزم شر هزيمة بعد أن تسبب بالمزيد من إراقة الدماء، وقد كان الخطيب مسدداً عندما استنتج الكثير من العبر من هذه الواقعة التاريخية، وأسقطها على الواقع للإفادة من (التاريخ وما يقع فيه)، وكفى بالتاريخ واعظاً!
** لا أدري لماذا لا تنسق وزارة الشؤون الإسلامية مع وزارة الثقافة والإعلام لتسجيل مثل هذه الخطب وإذاعتها في التلفزيون والإذاعة، ونشرها بالمطبوعات؛ فهي لها كبير التأثير؟!
فهل يتم الأخذ بهذه الفكرة؟
***
موقف بالغ التأثير
دموع إمام الحرم والدعاء لهذا البلد
** موقف مؤثر جداً تعجز كل الكلمات عن وصفه عندما خشعت جوارح، وذرفت دموع إمام بيت الله الحرام الشيخ سعود الشريم في صلاة المغرب وهو يقنت ويدعو لهذا البلد بدوام الأمن، وقد تهدج صوته ولم يستطع أن يكمل وهو يردد: (اللهم آمنا في أوطاننا ودُورنا)، وأمَّن خلفه مئات الآلاف من المصلين، ومن ورائهم مئات الملايين من المسلمين في أقطار الدنيا الذين كانوا يستمعون ويتابعون هذه الصلاة وهذا القنوت عبر الإذاعة!
إن هذه الدعوات الصادقات التي خرجت من قلب مؤمن وفي بيت الله الحرام، وأمَّن عليها هؤلاء المؤمنون المصلُّون في رحاب بيت الله الآمن، أبلغ من كل موعظة أو خطبة أو برنامج أو ندوة، وإنها - بحول الله - أحرى بالاستجابة من قِبَل البر الرحيم.اللهم إننا ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيتَ به أجبت، وإذا سُئلتَ به أعطيت، أن تؤمننا في بلادنا، وأن تبقي إشعاع الابتسامات مرتسماً على شفاه أطفالنا، ومغرداً في دُورنا وقلوبنا.. اللهم احفظ بلادنا وديننا ووطننا وأبناءه والمقيمين على أرضه من كل مكروه وكل فتنة وتفجير وشرور.
و{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا}.
|