12-10-1391هـ الموافق 30-11-1971م العدد 369
دراسات من أجل أطفالنا
سلوك الوالدين نحو الطفل المريض

قالوا ان المرض عندما ينزل بإنسان فقلما يكترث لعمره. فالطفل ايضاً يمرض ولابد للوالدين من تغيير سلوكهم المعتاد نحو الطفل المريض.
والنصيحة الأولى في مثل هذه الأحوال هي عدم تصغير شأن المرض. فإن الطفل المريض يحب ان يصدقه ( الكبار) عندما يقول لهم انه يتألم من كذا وكذا.
ويعتبر الطفل المريض بدافع غريزي انه يستحق التفاتاً خاصاً وعناية تفوق العناية العادية, وليس المقصود بهذه العبارة العناية الطبية فقط، بل يريد الطفل عناية أوسع ويحب مثلاً ان تجلس أمه الى جانب سريره وتحدثه وتسأله وتعرب له عن المزيد من الحنان كما انه يقدر جداً ان يعود والده الى البيت عند المساء وقد حمل معه من الزهور أو ما شاكل ذلك مما يثبت للطفل انه إنما يعامل معاملة الكبار.
ولسنا نجاري الفيلسوف الفرنسي باسكال في قوله إن المرض (مفيد) للانسان لانه يحمل على التأمل وإطالة التفكير.غير ان مرض الطفل قد يكون مناسبة تتمتن بها عرى المحبة بين الطفل وأهله اذ يظهر من خلالها استعداد الأهل للتضحية براحتهم الخاصة في سبيل ابنهم.
وعلى هذا يصبح المرض (مفيداً) ومن فوائدة للأهل انه يتيح لهم ان يزدادوا معرفة لطبائع الطفل وانفعالاته.فإن الطفل الذي تنهكه الحمى مثلا لا يسعه أن يراقب نفسه ويستر انفعالاته.وفضلا عن ذلك فإن المرض مدرسة يتعلم فيها الولد الصبر على الألم وعلى الحرمان من الحرية. فإن الذي لم يتألم إنما يجهل نفسه ولا يعرف معنى الصحة السليمة. واذا اتخذ الأهل مرض اولادهم مناسبة لتفسير هذه الاشياء لاولادهم فيكونون قد استخدموا مكروها لاستنباط الخير منه, وسخروا مرض الجسد لخير النفس.