(لطيفة) فتاة جميلة يُضرب المثل بجمالها.. وكان مثار حديث الناس، وكانت (لطيفة) تعرف كل ذلك وتسمع كل حديث عنها، فزاد ذلك من تمسك والدها بها لأنه يفتخر بجمال ابنته وأحياناً يصاب بالغرور حينما يسمع اطراءها في المناسبات.. لقد نزلت (لطيفة) إلى هذه الدنيا وشبت وترعرعت بين أحضان أمها وأبيها.. ولما وصل عمرها الخامسة عشرة جاء إلى والدها خطَّاب كثيرون، ولكن الوالد يرفض محتجاً بصغر سنها، وتبلغ (لطيفة) من العمر الثالثة والعشرين والخطَّاب يأتون كل يوم، ولكن الوالد مصر على الرفض وعدم تزويج ابنته.
وكانت (لطيفة) تتمنى أن تتزوج قبل أن يفوتها القطار، والوالدة المسكينة تحاول دائماً أن تقنع زوجها بالموافقة على زواج ابنته، ولكنه متمسك برأيه ورفضه.
وتبلغ (لطيفة) أو جاوزت الثلاثين من العمر.. وبدأت علامات التعاسة وأمارات الحزن على وجهها وكانت دائماً شاحبة الوجه.. منطوية على نفسها.
وتمضي الأيام، ويمتنع الجميع عن طلب يدها من والدها (ولطيفة) تكبر وتكبر، ويبدأ جمالها بالذبول تدريجياً مع تقدم العمر، ولم يتقدم لها أحد بعد أن تقدَّم لها شباب من عوائل طيبة وبوظائف لا بأس بها.. والوالد لا يزال مصراً على رفضه، والأم المسكينة دائماً تسأل زوجها باستمرار عن أوصاف الشخص الذي يرغب به زوجاً لابنته فيجيب اجابات مختلفة بما معناه الرفض لاي شاب وانه ليس هناك أي شخص يستحقها، وبدأ الخطَّاب يتهربون منها ويمتنع الجميع عن طلب يدها خوفاً من رفض والدها، وبدأت (لطيفة) تشعر بالآلام والاحزان، وانعكس ذلك على جمالها فبدا هذا واضحاً على وجهها.. وتجلس تندب حظها وتبكي مصيرها.. وكانت دائماً شاردة الذهن سارحة الفكر، وأخيراً يأتي رجل قد تجاوز الخامسة والخمسين من عمره، وله زوجة وأولاد يطلب يد (لطيفة) من والدها ويوافق الوالد على طلبه.
وتذهب الأم إلى ابنتها لطيفة، وعلامات الحزن والألم على وجهها، وتخبرها بالخبر فتسألها (لطيفة) من يكون هذا الرجل فتجيب الأم انه تاجر وصاحب عقارات.. ولقد هالتها المفاجأة فتصمت لطيفة وبدون أن تنطق بكلمة ألقت بنفسها على صدر أمها باكية.
يوسف العبدالله العلي اليوسف |