Saturday 2nd July,200411660العددالسبت 14 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

24-7-1391هـ الموافق 14-9-1971م العدد 360 24-7-1391هـ الموافق 14-9-1971م العدد 360
من الواقع

(لطيفة) فتاة جميلة يُضرب المثل بجمالها.. وكان مثار حديث الناس، وكانت (لطيفة) تعرف كل ذلك وتسمع كل حديث عنها، فزاد ذلك من تمسك والدها بها لأنه يفتخر بجمال ابنته وأحياناً يصاب بالغرور حينما يسمع اطراءها في المناسبات.. لقد نزلت (لطيفة) إلى هذه الدنيا وشبت وترعرعت بين أحضان أمها وأبيها.. ولما وصل عمرها الخامسة عشرة جاء إلى والدها خطَّاب كثيرون، ولكن الوالد يرفض محتجاً بصغر سنها، وتبلغ (لطيفة) من العمر الثالثة والعشرين والخطَّاب يأتون كل يوم، ولكن الوالد مصر على الرفض وعدم تزويج ابنته.
وكانت (لطيفة) تتمنى أن تتزوج قبل أن يفوتها القطار، والوالدة المسكينة تحاول دائماً أن تقنع زوجها بالموافقة على زواج ابنته، ولكنه متمسك برأيه ورفضه.
وتبلغ (لطيفة) أو جاوزت الثلاثين من العمر.. وبدأت علامات التعاسة وأمارات الحزن على وجهها وكانت دائماً شاحبة الوجه.. منطوية على نفسها.
وتمضي الأيام، ويمتنع الجميع عن طلب يدها من والدها (ولطيفة) تكبر وتكبر، ويبدأ جمالها بالذبول تدريجياً مع تقدم العمر، ولم يتقدم لها أحد بعد أن تقدَّم لها شباب من عوائل طيبة وبوظائف لا بأس بها.. والوالد لا يزال مصراً على رفضه، والأم المسكينة دائماً تسأل زوجها باستمرار عن أوصاف الشخص الذي يرغب به زوجاً لابنته فيجيب اجابات مختلفة بما معناه الرفض لاي شاب وانه ليس هناك أي شخص يستحقها، وبدأ الخطَّاب يتهربون منها ويمتنع الجميع عن طلب يدها خوفاً من رفض والدها، وبدأت (لطيفة) تشعر بالآلام والاحزان، وانعكس ذلك على جمالها فبدا هذا واضحاً على وجهها.. وتجلس تندب حظها وتبكي مصيرها.. وكانت دائماً شاردة الذهن سارحة الفكر، وأخيراً يأتي رجل قد تجاوز الخامسة والخمسين من عمره، وله زوجة وأولاد يطلب يد (لطيفة) من والدها ويوافق الوالد على طلبه.
وتذهب الأم إلى ابنتها لطيفة، وعلامات الحزن والألم على وجهها، وتخبرها بالخبر فتسألها (لطيفة) من يكون هذا الرجل فتجيب الأم انه تاجر وصاحب عقارات.. ولقد هالتها المفاجأة فتصمت لطيفة وبدون أن تنطق بكلمة ألقت بنفسها على صدر أمها باكية.

يوسف العبدالله العلي اليوسف


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved