ذهب الهلال إلى بيروت لخوض غمار دور الأربعة في إطار بطولة أبطال العرب.. ذهب وهو يحمل الأمل الأخير لعشاقه.. رغم أن هؤلاء العشاق يعلمون يقيناً أنه غادر إلى هناك وهو يحمل على كاهله أعباء قائمة من الإخفاقات المحلية والآسيوية.. إضافة إلى قائمة أخرى من التشوهات الفنية والنتائجية والعناصرية المستوطنة (؟!)
** ذهب إلى هناك ولم تفلح مجمل التدابير والترقيعات التي تم إحداثها على صعيد الأمور التدريبية والإدارية الإشرافية.. ولم يكن لها أن تفلح، لأن الشق كان أكبر من الرقعة.. ولم يكن بمقدور من حضروا إصلاح ما أفسده من سبقوهم خلال موسمين في بضعة أيام (؟!).
** وفي ظل ذلكم الكم الكبير من التراكمات والاحباطات التي يصعب تجاوزها بين عشية وضحاها.. لذلك لم تكن عودته من بيروت بتلك النتائج وتلك المحصلة مفاجئة لأحد.. بقدر ما كانت مفاجئة لو حدث العكس.. ولاسيما في حسابات الذين كانوا يدركون الكثير من بواطن الأمور.. أو الذين يجيدون القراءة الصحيحة لمجريات الأحداث وللإجراءات والتدابير التي تم انتهاجها والاعتماد عليها طوال الموسم الماضي والموسم الذي انتهى منذ أيام (؟!!).
** ولكي لا أُتهم بالتجني على غرار ما سمعنا في بعض البرامج المتلفزة من بعض من يدعون حب الهلال.. أو ما يتم تداوله في بعض المنتديات الإنترنتية حسبما نقل لي العديد من الأصدقاء.. فقد درأ عنا المشرف على الفريق الأستاذ عادل البطي احتمالية التعرض لأي من تلك الاتهامات.. عندما أشار في تصريح متلفز عقب الاخفاق في الوصول إلى النهائي العربي ما معناه (إن الفريق لم يستطع تجاوز مجمل السلبيات التي عانى منها طوال الفترة الماضية.. ؟!).
** الخلاصة: الهلال بحاجة ماسة إلى الكثير والكثير من العمل المخلص والخالي من الأنانيات وحب الذات.. هذا إذا كان بقي حوله من محبيه من أدمت الأوضاع الراهنة وجدانه.. وحركت في داخله أحاسيس الغبن.
** ذلك أن الزعيم ليس ككل الأندية.. وليس ككل الزعماء، ولا كل الأهلة.. فدوره الطليعي والقيادي على كل الأصعدة الرياضية والاجتماعية والثقافية.. وما سطره طوال عمره المديد من منجزات وأولويات يجعل من الظلم والحيف تركه فريسة لأي عبث بعد أن تحول إلى ما يشبه إحدى مدارس محو الأمية بعد أن كان ملء السمع والبصر.. ولن أزيد.
القاعدة والاستثناء!!
** في الوقت الذي كان يجب.. بل يتحتم أن يسود اللقاءات الرياضية العربية العربية الكثير من السمات الجميلة التي تفرضها قائمة طويلة.. من المعطيات والمرتكزات الروحية والاجتماعية والتاريخية وحتى اللغوية.. والتي كان من المفترض أن تميزها روح المحبة والألفة والارتقاء بالمفاهيم والرؤى.. وتسخير تلك التجمعات واللقاءات لتوطيد عُرى التآخي بما يخدم جملة من الواجبات بها أو محاولة تشويهها بأي حال بعيداً عن معايير الكسب والخسارة، ولاسيما خلال هذه الحقبة من التاريخ.. وإن الخروج عليها هو الاستثناء والشذوذ عن القاعدة حتى في التنافسات الرياضية.
** ولكن ما يحدث هو العكس تماماً - مع شديد الأسف -.. فالقاعدة المفترضة تحولت إلى استثناء، والاستثناء أضحى هو القاعدة.. ذلك أنه بات من النادر خروج أي من تلك اللقاءات العربية وعلى أي مستوى دون حدوث ما يعكر صفوها.. ويضيف المزيد من التشوهات إلى الصورة المشوهة أصلاً (؟!).
** فالرياضي العربي الذي يتمتع بكامل الاستعداد والأريحية لتقبل الخسارة ولتبعاتها من أي طرف آخر حتى وإن جاء ذلك الطرف من أقاصي الكرة الأرضية.. في مقابل رفضها جملة وتفصيلاً عندما يكون الطرف الآخر عربيا شقيقا.. إلى حد أن الرياضي العربي أصبح يتعامل في منافساته العربية بقدر كبير من الحساسية غير المبررة على الإطلاق، وكأن ما يؤديه في إطار تلك اللقاءات الرياضية التي يفترض أنها شريفة وتنافسية لها أهدافها البعيدة عن المصالح الضيقة، كأنها فُرضت عليه فرضاً.. أو كأنها عقوبات لا بد من تنفيذها بأي شكل (؟!).
** أسئلة كثيرة جداً جداً من حقنا نثرها هنا وهناك.. لِمَ كل هذا يا عرب.. ولكن من يجيب، هذا هو السؤال الكبير (؟؟!).
خاص
على مدى ما تبقى من هذا الشهر القادم (إن شاء الله) ستكون لقاءاتي بالقارئ الكريم عبر هذه الزاوية المتواضعة، معطرة برياحين وأزاهير وأجواء تنومة الزهراء.. وعلى المحبة نلتقي دائماً.
|