بدأت الإجازة..
ماهي الإجازة..؟؟
قلوب تفيض بسعادة.. وقلوب يملؤها الاضطراب..
قلوب تفكر بكيفية المتعة ودرجتها المتوقعة في هذا الصيف.. وقلوب تفكر بكيفية جعل مستقبله يبدو أفضل.
البعض يفكر في قضائها خارجاً.. والبعض تفرض عليه الظروف قضاءها مضطرباً.. خائفاً.. من مستقبل غامض..
البعض يريد استغلالها حتى لا تنقضي بدون فائدة.. والبعض الآخر خائف.. أن تكون إجازته بدون انقضاء..
دعونا من قلوب المتعة.. وتعالوا إلى قلوب الاضطراب..
حدث الاضطراب نتيجة اصطدام قوي بين رغبة جامحة وظروف واردة.. نتج عنها قتل للطموح وإهدار للأمنيات.
رغبة طالب.. في إكمال مسيرته العلمية بما يوافق طبيعته وانتماءه وتطلعاته وحتى أمنياته..
وظروف واردة.. أظهرها نظام غريب.. من إدارة أغرب.
عقبات تلو العقبات.. حواجز تلو الحواجز.. تقابلها شكوك من الطلبة في هوية هذا الطرف.. هل هو يسعى لتحقيق مصلحة أو غير ذلك؟؟
أنظمة وقوانين محتوياتها بعض من التعسف والتشديد المبالغ.. وبعض من مسحوق المعدل التراكمي وضرب الدرجات بعدد الحصص.. نظام عجيب.. يضعه كمن يضع الملح في كوب من الشاي لهدف عدم شربه..
هل هذه الطريقة هي الوسيلة لمعرفة المتفوق؟؟
أم أنها للحد من التفوق؟؟
ألا تعلمون أن هناك أكثر من نظام وطريقة تستطيعون من خلالها معرفة المتفوق وتمييزه؟؟
ألا تعلمون أن سر التفوق الأول هو في الجانب المعنوي والراحة النفسية..؟؟
ألا تعلمون أن هذه الطرق بها قتل للدوافع المعنوية.. أم ان الجانب المعنوي ليس مدرجاً في قائمتكم..؟؟
لماذا تبقى مرحلة الثالث ثانوي كابوساً للطلاب؟؟ لجميع الطلاب بلا استثناء؟؟
هل يعقل أن اجتماع الطلاب على إحساس واحد.. لا يؤخذ به عين الاعتبار؟؟
لا أريد أن أخوض في الاضطرابات النفسية وما يحدث أثناء الاختبارات للطلاب.. فهو متعدد ومتفاوت..
ولكني سأتحدث عن العقبات..
هذه العقبات ليست هي الحل لمعرفة المتفوق.. بل إنها تمثل عائقاً.. حاجزاً صعباً.. تحتاج لشجاعة وقوة من يتخطاه.. في عالم شجعانه معدودون..
من يتخطاه.. هم من تعودوا على نظام واحد في مشوارهم الدراسي.. أي كانت صعوبته.. أو من اعتادوا على مواجهة هذه العقبات في سنواتهم الدراسية.
أي أنها ليست عقبات مفاجأة.. وليدة السنة الواحدة بلا تجربة..
فمسألة الاعتياد بحد ذاتها أمر من شأنه أن يجعل الشيء المعني مألوفاً وواقعياً الأخذ به..
عجباً.. يدرس الطالب 11 سنة على نظام واحد.. وفي آخر سنة.. سنة جني الثمار.. ينقلب النظام رأساً على عقب.. بلوائح جديدة.. يجب تطبيقها خلال هذه السنة..
أي نظام في هذه الحياة تكون بداية تطبيقه مرحلة تجريبية.
فما بالك إذا كانت بداية التطبيق هي السنة التي تحدد مسير الإنسان في حياته؟؟
أي إنسان هذا؟؟ أي كائن الذي يستطيع التوافق مع هذا النظام؟؟
حتى الشجرة.. عندما يتغير نظام زراعتها تموت.. فهل هذه هي الطريقة المثلى؟؟
أم أن الهدف هو مثال الشجرة؟؟
نقطة من منظار الواقع
مع كل سنة.. تزداد العقبات.. وتزداد الاضطرابات .. ويزداد الخوف.. ويزداد التعجب من هذا النظام..
وما لا يضحك شر البلية.. هم المتفوقون من غير أبناء الوطن بالطبع.. فهم من يجني ثمار أنظمتهم السليمة.. ونحن من نبكي بجوار ثمارنا..
ولا نعلم.. هل نبكي على ثمارنا أم على طريقة غرس هذه الثمار..
والقادم مذهل أكثر..
|