لا شك أن فكرة تأسيس المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب في المملكة العربية السعودية هو استشراف للمستقبل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى والدليل على ذلك التطورات السريعة التي مرَّ بها المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، حيث تحول منذ سنوات إلى أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، ومنذ أشهر قليلة أصبح جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.. والذي يتابع إنجازات هذه المؤسسة يندهش للمستوى المتطور الذي تعيشه وما أحدثته من نقلة نوعية لخدمة الأمن العربي، فتدريب رجال الأمن وتعريفهم بالتقنيات الحديثة لمكافحة التزوير وأساليب معرفة ترويج المخدرات والأمور الأخرى التي تحدد إثبات الشخصية بالنسبة للمتهمين بالإضافة إلى اهتمامها بالبحث العلمي، حيث إتاحة الفرصة للمئات من العسكريين والمدنيين لمواصلة التحضير لدرجة الماجستير وقد نالها الكثير منهم، أيضاً المجلات العلمية والثقافية التي تصدر عن جامعة نايف العربية مثل الأمن والحياة والمجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، كذلك مئات الكتب التي أصدرتها وتناولت مختلف أنواع المعرفة.. والحديث عن جامعة نايف العربية يحتاج إلى مئات الصفحات، وقد شرَّفني الله بزيارتها ضمن موظفي مكتب التربية العربي لدول الخليج وما أكتبه عنها اليوم عبارة عن نقطة في بحر وأعتقد عشرات من الأطروحات العلمية ممكن أن تعطينا رؤية مقبولة عن هذا الصرح الشامخ الذي يجب أن يفتخر فيه أبناء الأمة العربية وإذا كان لي من رسالة أوجهها فهي إلى المؤسسات الجامعية في الوطن العربي والتي نتطلب منها إنصاف هذه الجامعة فيما يتعلق بما يصدر منها من رسائل جامعية ومساواتها بالجامعات الأخرى لأن المستوى العلمي في هذه الرسائل على درجة عالية من الجودة ومعظم المشرفين على هذه الرسائل هم من الأكاديميين المعتبرين في الوطن العربي.. وقبل أن أختتم مقالتي هذه أحب أن أوجه كلمة شكر وتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الذي يقف وراء هذا الصرح الشامخ جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والذي أعطاها من ماله ووقته حتى وصلت إلى هذا المستوى المتطور، كذلك يجب ألا ننسى الجهود المتميزة التي يقوم بها الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي الذي كان عند حسن ظن سموه الكريم فهو يعمل ليلاً ونهاراً لتحقيق المزيد من أمنيات سموه، وفَّق الله الجميع.
|