جرت العادة من كل عام ومع بداية عطلة نهاية العام الدراسي أن يبدأ موسم السفر والرحلات.. هذا الموسم الذي يصاحبه أحياناً حوادث مختلفة متنوعة، مسببة إعاقات جسدية مؤقتة أو دائمة، ومشكلات نفسية للمصاب وأسرته من أثر ذلك، بل قد يصل الأمر إلى الموت لا قدر الله.
وإن من أبرز هذه الحوادث وأكثرها شيوعاً هو الغرق، الذي لا يكاد يمر عام إلا ويكون له ضحايا سواء في مسابح الاستراحات أو الشواطئ أو البرك في المزارع.
وحيث إن أكثر من يتعرض للحوادث من جراء الرحلات والسفر غالباً هم الأطفال، فإن هذا يعني وجوب الحذر والانتباه واليقظة، وإلا فإن النتائج ستكون وخيمة، فالأخطار المحدقة بالأطفال كثيرة وعديدة ومتنوعة،من هنا كان مصدر خطورتها.
والطفل بطبيعته مغامر لا يقدر ما هو مقدم عليه، لصغر سنه وقلة خبرته في الحياة، من هنا كان علينا آباء وأمهات إرشاد هؤلاء الصغار قبل السفر والرحلات وتوضيح أنواع المخاطر التي من الممكن أن يتعرضوا لها، فالذي لا يعرف الخطر أحرى أن يقع فيه، لذا فإن توسيع مدارك هؤلاء الأطفال فيما يتعلق بالأخطار المحتملة المصاحبة عادة للسفر والرحلات والتنقل يعد أمراً في غاية الأهمية.
ولقد اعتدنا أن نقرأ كل عام في الجرائد المحلية أخباراً مؤلمة للعديد من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال أثناء السفر والترحال، ومن أكثر هذه الحوادث حوادث الغرق التي يذهب ضحيتها كل عام عدد من الأطفال غير قليل.
ونشر هذه الحوادث يجب أن يكون فيه الفائدة والعظة والعبرة للجميع، وأن يكون دافعاً للآباء والأمهات في بذل الجهود فيما يتعلق بأمن وسلامة أطفالهم، فحماية هؤلاء الأطفال أمر قد فرضه الدين، فكل راع مسؤول عن رعيته، وهم أمانة في أعناقنا ومسؤولية كبيرة ملقاة على عواتقنا.
ختاماً أود أن أكون قد وفقت في عرضي هذا، وأن تبلغ الفائدة مداها في أخذ الحيطة والحذر عند بداية كل إجازة، سائلاً المولى القدير ألا يري أحد مكروها.
|