Saturday 2nd July,200411660العددالسبت 14 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

عقوق البلاد عقوق البلاد
عبدالعزيز بن سليمان الزهيري/جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية



سألت العين دمعك ما أثاره؟
فردت والدموع لها غزاره
وقالت إنه قلب جريح
لأم قد تجرعت المراره
سلوها إن جرح الأم يبقى
ولو جاءت بوجه ذي نظاره
فكيف إذا تفطر من عقوق
لها ممن يرد البر غاره؟
سقتهم خيرها فسقوها مالا
يقر أذاه دين أو حضاره
تربوا في ثراها فكافأوها
بلؤم في الدناءة والحقاره
نلوم بها العدا ويكون منا
عدو يختفي خلف الستاره
لقد ضلوا الطريق وكل ماشي
وراء العمى تفقد مساره
فأي شهادة في قتل طفل
تبرر للذي انتحر انتحاره؟!
تذرع بالجهد فأي نصرٍ
بقتل أخيك أو نسف العمارة؟!
جهادك لو صدقت ففي مكانٍ
به الاقصى ينادي في حراره
فوفرما اقتنيت به سلاحاً
لقدس يحكم الباغي حصاره
فلسطين التي نادت مراراً
فلم يسمع سوى طفل الحجاره
وأي شريعة قالت بهدم
على الذمي والمدني داره؟
إذا بالأم أرملة وطفل
يتيم راح والده خساره
يقول أبي يرافقني لفصلي
وكنت إذا تجمعنا جواره
أعبر عن شعوري مطمئنا
ويفهم ما أريد بلا عباره
أبشره فيفرح في نجاحي
ويعطيني مكافأة البشاره
وأي أبٍ لمدرستي سيأتي
مع الآباء لو طلبوا الزياره؟
وأي أب سيأخذني إذا ما
تعبت بها ونادته الإداره
ومن يا والدي سيكون جنبي
إذا ما اشتد برد أو حراره؟
لك الله الذي أنجى نبياً
ببطن الحوت لايدري قراره
ينادي وهو في الظلمات يدعو
ببحر ليله أخفى نهاره
ويحفظك الذي في الغار أخفى
رسولاً حاصر الكفار غاره
لصاحبه يقول الله معنا
فلا تحزن فأيقن بالجساره
فعش ابناً لكل أبٍ كبير
بظل حكومة ترعى صغاره
حكومة والد نشأت أساساً
على الإسلام لا تعدو إطاره
مواقفه مشرفة وتبدو
لدين الله في الدنيا مناره
فكم من مركز أضفى عليه
وكم من مسلمٍ جبر انكساره
وما يستنجد الملهوف إلا
وقد وصلت إعانته دياره
وعبدالله نائبه ولي
لعهد الفهد عوناً واستشاره
وفي للشيوخ أبو اليتامى
قريب النيل ما أدنى ثماره!
حميم للصديق وإن تمادت
له الأعداء كان لهم شراره
وسلطان الذي لا خير إلا
رأيت يمينه تشكو يساره
لهم عضد وللفقراء مد
يفك لمعدم الدنيا إساره
حكيم إن تكلم قلت هذا
أبوه حقيقة ليس استعاره
وما للأمن في بلد ترامت
به الأطراف ما أقصى بحاره!
سوى أسد تربى في عرين
به الأبطال تنتظر الإشاره
هو المسؤول نايف ما أنيطت
به الآمال إلا عن جداره
تعهد للبلاد ومن عليها
فأصبح أمنها أبداً شعاره
رجاله في الحدود وفي البراري
وفي الطرقات بل في كل حاره
وإن مرت بنا محن فإنا
من المستهدفين بدون شاره
ولكن الإله أعد نصراً
وتثبيتاً لمن قصد انتصاره
فكم من حاسد قد شب نارا
فكانت بعدما حرقته ناره
ويوم الظالمين غداً سيأتي
ليأخذ منهم المظلوم ثاره
ويقطع دابر الإرهاب أصلا
بجث جذور من زرع انتشاره
وحسبك أن بالإسلام أمناً
يدوم وغيره سترى انهياره


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved