تقلصت قائمة الـ 26 مطلوبا أمنيا إلى 12 فقط، وبوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة مع تصعيد الهجمة الأمنية ونجاحاتها المتلاحقة التي استطاعت التحديد الدقيق لتحركات الإرهابيين وأماكن وجودهم، إلى جانب تنفيذ خطط جريئة في الملاحقة والاقتحام، كما ان قرار العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين قبل اكثر من أسبوع أدى حتى الآن إلى استسلام اثنين من أعضاء الفئة المارقة أحدهما ينتمي إلى القائمة المعنية..هذه النجاحات الأخيرة تضاف إلى العملية الناجحة قبل حوالي أسبوعين في الملز حينما تم مواجهة عدد من المارقين وقتل أربعة من قادتهم بينهم بصفة خاصة قائد هذه الجماعات في المملكة، بينما كان الإرهابي الذي قتل الأربعاء يمثل العقل المفكر للجماعة..وهكذا فانه خلال فترة وجيزة تلقت الجماعة الإرهابية ضربتين كبيرتين يعتقد بأنهما حاسمتان في القضاء على هذه الجماعة نهائيا..ومن المؤكد ان قوة الدفع المتولدة عن هذه النجاحات تتواصل لحين تحقيق نتيجة نهائية تسفر عن تخليص البلاد من هذه الفئة المارقة التي استهدفت ترويع الآمنين وإشاعة أجواء من عدم الاستقرار في المملكة..
كما أنه من الواضح أن حالة المبادرة أصبحت في أيدي رجال الأمن الذين يقدمون تضحيات كبيرة في سبيل أداء الواجب مع الالتزام بأداء مهني رفيع جعلهم هم المبادرين بمفاجأة الإرهابيين وملاحقتهم ومهاجمتهم ..ومن الواضح أن الإرهابيين لم يحققوا أيا من أهدافهم التي شملت من بين أشياء عديدة التأثير على الأوضاع الاقتصادية في المملكة من خلال استهداف المنشآت الصناعية، كما حدث في ينبع، والنفطية كما حدث في الخبر، ودفع الأجانب الذين يعملون في هذه المنشآت للمغادرة..غير أن حكومة مثل حكومة الولايات المتحدة التي فقدت عددا من مواطنيها في العمليات الإرهابية طلبت من مواطنيها وعلى لسان وزير خارجيتها كولن باول عدم المغادرة ما يعكس الثقة في الإجراءات التي تتخذها الجهات الأمنية في المملكة ضد تلك الجماعات وفي توفير حالة قصوى من الأمن لجميع السكان بما فيهم الأجانب.
ان إلقاء نظرة سريعة على قائمة المطلوبين الـ 26 تظهر بوضوح أنها تتقلص بسرعة، وان سقوط الرؤوس الكبيرة يعني انه بقي القليل من العمل للقضاء نهائيا على هذه الفئة، ومع ذلك فإن عملاً كبيراً مطلوب من قبل الجميع على صعيد المجتمع، كما هو على صعيد الأمن، وبصفة خاصة فان التوعية تظل ضرورية وهامة وعلى كل المستويات من الأسرة إلى المجمتع إلى المنشآت التعليمية والتربوية لعزل الأفكار المريضة والهدامة، التي تسفر عن مثل هذه الأعمال التي ترمي إلى تقويض أسس المجتمع..
|