معالي وزير التربية والتعليم
الدكتور محمد بن أحمد الرشيد - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد:
المدارس ميادين للتربية وصروح للتعليم ينشأ فيها الطلاب والطالبات على الفضائل ومكارم الأخلاق، توسع فيها مداركهم وتصقل فيها مهاراتهم وتكتشف مواهبهم ويحصنون بالعلم ضد الفيروسات الفكرية المنحرفة والسلوكيات الفاسدة.
والإداريون والمعلمون في تلك المدارس مؤتمنون على صناعة هذا الجيل والأخذ بأيدي طلابهم إلى مدارج الكمال, ويفترض فيهم جميعاً ان يكونوا على مستوى المسؤولية وأهلاً للاقتداء, لكن للأسف توجد أعداد غير قليلة تحمل من الأفكار وتمارس من السلوكيات ما يتنافى مع تعاليم الدين الحنيف ويخالف التعليمات والأنظمة التعليمية من ممارسات أخلاقية شاذة أو تصرفات مضرة, فمثلاً يقوم بعض الإداريين والمدرسين بالتدخين في بعض المدارس أمام الطلاب وبعض آخر يستتر بفعله هذا لكنه يأتي برائحة تزكم الأنوف دون رعاية للآثار التربوية السلبية التي تحدثها مثل هذه الممارسات في طلابهم وما تعكسه من صورة سيئة للميدان التربوي والنظام التعليمي في بلادنا الغالية, ومع ما يوجد من تأكيدات وتعميمات من إدارات التعليم على وجوب الالتزام بتعاليم الشرع وآداب التعليم وتعليمات الوزارة إلا أن الأمر في ازدياد وذلك راجع إلى ضعف المتابعة وعدم وجود العقاب الرادع الذي يمنع من وقوع مثل هذه وزجر الآخرين عن فعلها, وقد قيل: من أمن العقوبة أساء الأدب.
ونحن نعلم حرص معاليكم على تنقية المجتمع المدرسي من مثل هذه النوعيات المضرة, وعدم رضاكم عن تلك الممارسات, والأمر يا معالي الوزير يحتاج إلى وقفة حازمة قبل ان يستفحل الداء وتعم الفوضى وتخرج المدارس عن وظيفتها من نشر العلم إلى نشر الجهل, نأمل ان نقرأ ما يثلج صدور الجميع.. ولكم منا كل التقدير والاحترام.
ابن الوطن |