* الرياض - خاص ب(الجزيرة):
وصف رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض الشيخ سعد بن محمد آل فريان الحملات التي تثار ضد الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة بأنها حملات مغرضة وأهم بواعثها في نفوس الأعداء واقع حلق تحفيظ القرآن الكريم والآثار المترتبة على تعلم الطلاب كتاب الله جل وعلا من استقامة الحلق واستغلال الأوقات والتفوق العلمي.
وأكد الشيخ آل فريان - في حديث ل(الجزيرة) ان القائمين على هذه الجمعيات ينبغي لهم ان يوضحوا ذلك، وان يردوا على هؤلاء المغرضين والحاقدين الذين يهدفون إلى النيل من ثوابت الأمة، ويسعون لنزع الثقة من نفوس أبنائنا بمحاولة إبعادهم عن كتاب الله جل وعلا، والذي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وذلك بالعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأبان فضيلته ان عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بالحلق التابعة للجمعية بلغ (106.998) طالباً وطالبة يدرسون في (5.156) حلقة وفصلاً، منهم (49.152) طالبة يدرسن في (2.152) فصلا دراسياً بواقع (220) مدرسة ( في مدينة الرياض).
وطالب الشيخ سعد آل فريان جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالاستفادة من تقنيات الاتصال الحديثة في استقطاب أعداد متزايدة من الناشئة والشباب، وذلك عن طريق إنشاء مواقع للجمعيات في الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) تعرِّف بنشاطات الجمعيات وبرامجها وتعرض البرامج التي تخدم تعلم كتاب الله جل وعلا، ويتم من خلال الموقع التواصل مع المنتسبين لهذا العمل الجليل وتتفاوت الجمعيات في الاستفادة من هذه التقنية، مشيراً إلى ان لدى الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض خطة للاستفادة من هذه التقنية من حيث انتهى الآخرون.
وأكد رئيس جمعية تحفيظ القرآن بمنطقة الرياض انه لا شك أنّ حافظ القرآن الكريم يتمتع بخلق عال وسلوك طيب ولديه القدرة على التأثير الإيجابي في وسط المجتمع، وهو مقبول لدى الجميع، بل محبوب لشرف ما يحمله وهو القرآن الكريم.
وقال: إن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية تُخرِّج عشرات الآلاف من الحافظين لكتاب الله جل وعلا كاملاً أو أجزاء منه فلا شك ان الاستفادة من هؤلاء تعتبر مكسباً للمجتمع، وسيكون لهم دور بارز في توجيه المجتمع عموماً إلى الخير، والشرائح التي لديها سلوكيات منحرفة خصوصاً، كما يساهم ذلك في إصلاح الأسر وكذلك إصلاح شريحة من الشباب التي ينتمي إليها الكثير من حفاظ القرآن الكريم.
أما دور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، فيبين الشيخ آل فريان ان لها دورا اجتماعيا وتوجيهيا، وذلك من خلال قيامها بتعليم كتاب الله جل وعلا لكافة شرائح المجتمع صغاراً وكباراً، مدنيين، وعسكريين في الإصلاحيات، ودور المحافظة، ومستشفيات الأمل، ويمكن زيادة دورها الاجتماعي إذا أكد على الجانب التربوي السلوكي في مناشط الجمعيات ضمن برامج مدروسة يشرف عليها أكفياء من التربويين.
ولاحظ الشيخ الفريان خلال اختبارات الجمعية أعداداً من الطلاب الصغار قد أتقنوا حفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاء منه، فلدينا حفاظ لا تزيد أعمارهم على عشر سنوات، وهذا يدل على سهولة الحفظ في الصغر، ولا شك ان لهذا أثراً على سلوك الحافظ في مراحل عمره التالية، ومن هنا تتأكد المسؤولية على الآباء والأمهات في العناية بتدريس أبنائهم كتاب الله جل وعلا منذ الصغر، ومتابعة ذلك مع أبنائهم، وصرف الشواغل والمغريات عنهم، مشدداً على المدارس الحرص على متابعة سلوكيات طلابها والاستفادة من المتميزين الحفظة في المناشط ونحوها.
ونفى الشيخ آل فريان ان يكون هناك تعارض بين الدراسة في المدارس وانتظام الطلاب في حلق تحفيظ القرآن الكريم، وقال: إن البحث العلمي الذي أعد من قبل بعض الباحثين في وزارة التربية والتعليم أثبت تفوق طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم على طلاب مدارس التعليم العام في كثير من المهارات والقدرات العلمية، وكان السلف يعنون بتعليم أبنائهم منذ الصغر كتاب الله جل وعلا، لأنه مفتاح العلوم وأساس التعليم فهو يعطي الطالب ثروة لغوية علمية كبيرة ومقدرة على الحديث واستحضار الأدلة ومقدرة على المناقشة والحوار.
وأبان رئيس جمعية تحفيظ القرآن بمنطقة الرياض ان لوسائل تحفيظ القرآن الكريم أهمية في إتقان الحفظ وحسن الأداء، مشيراً إلى انه للحصول على أفضل النتائج ينبغي العناية في حلق تحفيظ القرآن الكريم بالطالب والمعلم من حيث المتابعة ورفع المستوى العلمي، وإكساب المهارات والعناية بالمنهج.
وعدَّد الشيخ آل فريان أهم الصفات التي يجب توافرها في معلم القرآن الكريم الناجح هي ان يكون رائده دائماً الإخلاص لله تعالى ومراقبته، وان يعمل على تنمية قدراته العلمية والتربوية، وان تتوفر فيه الصفات الشخصية اللازمة كقوة الإرادة وحضور الذهن وسرعة البديهة، وان يكون على علم بأصول التدريس وطرائقه، وان تكون نظرته إلى العملية التعليمية والتربوية في الحلقات نظرة شاملة، وتقدير الطلاب وتنمية الثقة بأنفسهم وشحذ همهم.
ولفت الشيخ الفريان النظر إلى ان الآليات تتفاوت بين جمعية وأخرى حسب خبرة وتجربة كل جمعية، وحبذا لم تم عقد لقاء للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لوضع آليات مناسبة لوسائل تحفيظ القرآن الكريم.
|