Saturday 2nd July,200411660العددالسبت 14 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أزمة الطيران بين تركيا وإسرائيل وصلت إلى أوجها أزمة الطيران بين تركيا وإسرائيل وصلت إلى أوجها
الشاباك الإسرائيلي يمنع طائرات (إل عال) الإسرائيلية من السفر إلى تركيا

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أعلنت شركة الطيران الاسرائيلية (إل عال)، مساء الخميس الماضي، عن تعليق رحلاتها إلى تركيا، بناء على أوامر جهاز الشاباك الإسرائيلي، وذلك على خلفية قرار السلطات التركية التخفيف من حدة التشديدات الأمنية التي تطالب إسرائيل بفرضها على المطارات التي تحط فيها طائراتها..
وقالت مصادر رسمية، صباح يوم الجمعة، الموافق 25 - 6 - 2004: إن الطواقم الأمنية الاسرائيلية المختصة، تواصل الحوار بينها، في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة..
وجاء في بيان صادر عن شركة (إل-عال): أنها ألغت جميع رحلاتها المتوجهة إلى تركيا، حتى إشعار آخر، وأنها ستبذل كل ما في وسعها لإيجاد تدابير بديلة، يمكن أن تساعد المسافرين الذين اشتروا تذاكر سفر إلى تركيا.
وادعى مدير عام شركة (إل - عال) الاسرائيلية، عاموس شبيرا، أن القرار الإسرائيلي جاء في أعقاب قرار تركيا تغيير الترتيبات الأمنية المتبعة في مطار اسطنبول، مضيفا: لا يمكن تفعيل الرحلات الجوية الاسرائيلية في غياب ترتيبات أمنية مناسبة..
وكانت شركة (إل - عال) قد ألغت، مساء الخميس الماضي، رحلة كانت مقررة إلى تركيا، وعلى متنها 180 مسافرا، فيما بقي عدد مشابه من السياح الإسرائيليين في اسطنبول، بسبب عدم وصول طائرة (إل - عال) لاعادتهم إلى اسرائيل..
وجاء عن وزارة الخارجية الإسرائيلية: أنه يتم إجراء اتصالات حثيثة مع وزارة الخارجية التركية والسفارة التركية في إسرائيل، بهدف التوصّل إلى حلّ للمشكلة.
وكانت مصادر مطلعة في اسرائيل، أكدت: أن أزمة الطيران بين تركيا والدولة العبرية وصلت إلى أوجها هذا الشهر (حزيران - يونيو)، بعد أن رفضت السلطات التركية، وفي إطار قوانين عمل جديدة، منح تراخيص عمل لرجال أمن إسرائيليين في عدد من مطارات تركيا، وهو ما قاد إلى إلغاء العديد من الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى تركيا..
الجزيرة: متى بدأت بوادر التوتر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا..؟
وكانت بوادر التوتر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، بدأت عندما وصف رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إسرائيل بأنها دولة إرهابية، وانتقد بلهجة شديدة سياسة الحكومة الإسرائيلية، وذلك لدى لقائه بوزير البنى التحتية الإسرائيلي، يوسيف باريتسكي..
وحذر وزير الخارجية التركي، عبد الله غول، في وقت لاحق، من أن بلاده تدرس استعادة سفيرها في إسرائيل من أجل إجراء المشاورات، وبالفعل هذا ما حصل.. حيث استدعت أنقرة في السادس من شهر حزيران - يونيو الجاري سفيرها (فيوردون سنيورلو) ، وقنصلها العام لدى اسرائيل احتجاجاً على العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني..
هذا وترى دوائر إسرائيلية أن التوتر بيت اسرائيل وتركيا بدا منذ صعود اوروغان إلى السلطة مع حزب العدالة، واعترفت الدوائر بغضب تركي متزايد ضد اسرائيل، وأشارت إلى وجود ثلاث قنوات تدير وتوجه هذا الغضب، وهي رئيس الحكومة ووزير الخارجية ورئيس البرلمان الذي تعتبره تل أبيب اكثر المحرضين خاصة مع سيطرته على البرلمان في تركيا، ومنعه الولايات المتحدة عن استخدام قواعدها في الحرب على العراق .. واتهمت دوائر في اسرائيل هذه الجهات الثلاث بأنها تدير حربا ضد اسرائيل.
غير أن ما يقلق اسرائيل والمؤسسة العسكرية فيها هو ما يحدث من تطور سلبي في موقف الجيش من اسرائيل، فلم يعد الجيش داعما للعلاقات مع اسرائيل وبالتالي أخذت تفقد اسرائيل الحماية التي كانت تتمتع بها من قبل المؤسسة العسكرية في أنقرة.
ويحذر الخبراء الإسرائيليين من استمرار الخطر المعادي لإسرائيل في تركيا، وتأثير ذلك سلبا على الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية بين تل أبيب وأنقرة..
وكشفت مصادر في تل أبيب أن اسرائيل توجهت عبر قنوات وجهات مؤثرة داخل الولايات المتحدة إلى الإدارة الأمريكية من اجل المساعدة في إنهاء حالة التدهور في العلاقات التركية الاسرائيلية، خاصة وان واشنطن وتل أبيب وأنقرة تشترك في عدة مهمات عسكرية وأمنية تدعم سياسة واشنطن في الشرق الأوسط، وهذا ما دفع الولايات المتحدة إلى إجراء اتصالات لوقف تدهور العلاقات بشكل خطير يؤثر سلبا على الخطط الأمنية الثلاثية، ولهذا السبب أرسلت قبل أيام واشنطن ثلاثة من كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية إلى أنقرة للعمل على تخفيف حدة التوتر.
وتعترف اسرائيل بأن هامش المناورة في هذه القضية ضيق بسبب الضغوط التي تمارسها الشركات العسكرية والأمنية في اسرائيل التي لديها صفقات بمليارات الدولارات مع الجيش العسكريين وبالتالي، هي تطالب بعدم الرد على الموقف التركي، والتحرك لوقف التدهور مع أنقرة.
وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء إلعيزير شيكدي، قال مؤخرا: إن الخلاف الحالي مع تركيا هو سياسي بالأساس، رغم ذلك، فإن هناك تعاونًا ممتازًا مع تركيا في التدريبات وتطوير الصناعات العسكرية..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved