* الخرطوم واشنطن الوكالات:
نفت الولايات المتحدة الامريكية على لسان وزير خارجيتها كولن باول ان تكون هناك عمليات ابادة في قليم دارفور السوداني، واضعة بذلك حداً لمزاعم غربية عدة تحدثت عن مجازر ضد السكان الأفارقة في الاقليم الواقع غرب السودان والذي زاره باول الأربعاء، بينما زاره أمس الخميس أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان وتزامن ذلك مع بدء جسر جوي لاغاثة منطقة الحرب بإمدادات غذائية تكفي حوالي مليون شخص شرّدهم القتال لمدة شهر.
وفي ذات الوقت نصحت الولايات المتحدة رعاياها بعدم السفر إلى السودان متعلّلة بتلقيها تحذيرات بهذا الصدد.
وأعلن وزير الخارجية الامريكية ان الأزمة في منطقة دارفور بغرب السودان التي زارها أول أمس، لا ينطبق عليها وصف إبادة حتى وان كانت خطيرة جداً.
وقال باول في مقابلة مع إذاعة (ان بي ار) الامريكية من السودان (استناداً إلى ما شاهدناه، هناك مؤشرات ولكن بالتأكيد ليس كل المؤشرات حول التصنيف الشرعي للإبادة في هذه المنطقة. هذا هو رأي الحقوقيين الذين يعملون معي).
وأكد انه ما كان ليتردد في استعمال كلمة إبادة لو توافرت شروط مثل هذا التصنيف.
ورفض أيضا تشبيه ما يجري في دارفور بالإبادة التي وقعت في رواندا 1994 مؤكداً ان (الوضع ليس شبيها بوضع رواندا قبل عشر سنوات).
واعتبر باول مع ذلك ان مسألة التصنيف لا تعفي من ضرورة التحرك لمصلحة مئات آلاف الأشخاص في دارفور المهجرين أو النازحين بسبب المواجهات مع الميليشيا العربية الموالية للحكومة.
وقال باول أيضا (أنا مهتم بشؤون الناس أكثر) من اهتمامي في التصنيفات القانونية واصفاً الوضع في دارفور بأنه (كارثة).
وأمس الخميس وصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي زيارة إلى الفاشر في ولاية شمال دارفور حيث زار في وقت لاحق مخيما للنازحين قبل ان يغادر السودان متوجهاً إلى تشاد المجاورة حيث لجأ أكثر من مائة ألف من سكان دارفور فراراً من القتال.
وكان عنان حذر الثلاثاء الحكومة السودانية من ان المجتمع الدولي قد يفرض عقوبات عليها ما لم تتحرك بسرعة للمساعدة على حل الأزمة الانسانية في دارفور.
إلى ذلك بدأت رحلات جوية طارئة يوم الأربعاء في نقل شحنات الأغذية إلى منطقة دارفور بغرب السودان وقال مسئولو برنامج الغذاء العالمي في إثيوبيا ان الجسر الجوي قام بنقل نحو 2000 طن متري من دقيق فاميكس من أديس أبابا إلى دارفور وهو يكفي لإطعام 300 ألف شخص لمدة شهر.
وقال البرنامج إن شحنات الغذاء أرسلت إلى شمال وجنوب دارفور (للمساعدة في إطعام نحو مليون شخص شرّدهم النزاع من مواطنهم معظمهم معرضون للخطر).
ومن جانب آخر ناشد الاتحاد الافريقي حكومة السودان ان تنزع أسلحة المليشيا المتهمة بارتكاب ما أسماه فظائع في دارفور وقال انه يأمل ان يساعد اجتماع للجماعات السياسية السودانية في حل الأزمة.
وعلى صعيد آخر نصحت الولايات المتحدة رعاياها مجدداً يوم الأربعاء بعدم السفر إلى السودان حيث سيكونون معرضين لاعتداءات.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الامريكية ان (الحكومة الامريكية تلقت معلومات حول تهديدات إرهابية تستهدف مصالح امريكية وغربية في السودان).وجددت الوزارة تحذيراً بهذا الخصوص صدر في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي.
وحذرت الوزارة من انه سيكون من الخطر التوجه إلى السودان بالرغم من محادثات السلام التي تجري بين الحكومة السودانية في شمال البلاد ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب من أجل وضع حد لصراع بدأ في العام 1983.
|