* بغداد - الوكالات:
قال محامون عراقيون: إن ما من شيء يمكنه إعادة سيادة القانون إلى البلاد إلا محاكمة عادلة للرئيس الدكتاتوري المخلوع صدام حسين بعد سنوات من الاعتقالات الباطشة وأحكام الإعدام دون محاكمة.
لكن أعضاء نقابة المحامين العراقيين يرون أن القضية التي ستسلط عليها الأضواء ويتابعها العالم لن تمهد الطريق أمام حقبة جديدة من الحرية والديمقراطية إلا إذا اقتنع العراقيون بأنها تستند إلى أدلة دامغة وشهادة شهود الإثبات.
وقال ضياء السعدي أمين سرّ نقابة المحامين العراقيين: محاكمة صدام ستكون أهم حدث في العراق. يمكنها أن تجعلنا نتجاوز سنوات من المعاناة لكن الأهم هو أن يعرف العراقيون معنى العدالة الحقة، إذا لم تبرز هذه الرسالة فهناك خطر من أن يعود العراقيون إلى النظام الذي عرفوه طوال سنوات. لم يتصور العراقيون قط أن صدام ورجالاته سيحاكمون يوماً بتهم عن أفعال لم يساءلوا عليها من قبلُ مثل قمع الانتفاضة الشيعية عام 1991 وقتل الآلاف ودفنهم في مقابر جماعية.
وقال السعدي: محاكمة صدام يجب أن تكون عادلة حتى توفر ضمانات للعراقيين. إننا نرسي هنا مثلاً مهماً، لكن ليس كل المحامين العراقيين يعلقون الأمل على محاكمة تنتهي بحبس واحد من أشهر الحكام الدكتاتوريين، فهناك دوماً احتمال أن يحاول الرئيس العراقي المخلوع أن يحول محاكمته إلى ما يشبه السرك أو أن يصرّ على أن تحاكم وتعاقب بالمثل دول مثل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى ساندته حين كانت غرف التعذيب العراقية مكدسة بالضحايا. وقال المحامي هشام الفتياني: أنا شخصيا لا أعتقد أن صدام سيحاكم قط، هذا سيخلق الكثير من المشاكل للحكومة العراقية.
ويقول محامون عراقيون إنه بعد إطفاء أضواء كاميرات التلفزيون يجب أن يكون التركيز على ضمان حصول هذا الرجل الذي لطخت يداه بكثير من الدماء على محاكمة عادلة في نهاية الأمر. وقالت المحامية نوال المالكي: أعتقد أنها ستكون عادلة، القضاة مدركون لمعاناة شعب العراق.
ويستبعد محللون أن يتصاعد العنف في العراق مع مثول الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمام محكمة عراقية. ويؤكد محللون أنه رغم تصاعد أعمال العنف المسلحة بشكل خارج عن السيطرة خلال العام الماضي في ظل الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أن عدداً قليلاً من المسلحين يرغبون في عودة الرئيس العراقي المخلوع إلى السلطة.ويقول يوست هيلترمان الخبير في شؤون العراق في مؤسسة (إنترناشيونال كرايسيس غروب - مجموعة الأزمات الدولية): أشك في قيام أية تظاهرات شعبية ضخمة تضامناً مع صدام حسين لأنه ليس أكثر الرجال شعبية في العراق، وهذه حقيقة.وأضاف: وحتى المتمردين الذين يشنون أعمالاً مسلحة منذ الخريف الماضي حاولوا النأي بأنفسهم عن حزب البعث السابق، رغم وجود عناصر من النظام السابق في صفوف المتمردين.
ومن ناحيته أشار ديفيد ماك السفير الأمريكي السابق ونائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن إلى أن الدعوات إلى عودة صدام حسين إلى السلطة كانت قليلة جدا ومتباعدة منذ الإطاحة به في نيسان - أبريل 2003م.وقال: في كلّ عمليات الخطف والقتل والرسائل الموجهة ضدّ الولايات المتحدة، لم يحدث ولا مرة واحدة حسب علمي أن طالب أحد المسلحين ومن بينهم الزرقاوي بإطلاق سراح صدام حسين في إشارة إلى أبي مصعب الزرقاوي الأردني الذي يشتبه في علاقته بتنظيم القاعدة.
وأوضح أن غياب مثل هذه المطالب أضرّ بمزاعم الحكومة الأمريكية بأن نظام صدام حسين كان على علاقة قوية بتنظيم القاعدة. وأكد أن إدارة بوش عملت كل ما بوسعها لتقول: إن هناك صلة بين الزرقاوي والقاعدة وصدام حسين والنظام السابق (..). وكانت القاعدة خارج العراق أدلت بتصريحات تدعم فيها الشعب العراقي ولكن من الذي يدلي بتصريحات تدعم صدام حسين الآن؟ وأعرب مسؤول عسكري كبير أيضاً عن أمله في ألا تثير المحاكمة أي اشتباكات جديدة.
|