في عام 1409هـ عملت مديراً للمركز الصيفي بأحد الأندية الكبيرة في الرياض ورغم الصعوبات التي يمكن أن يقابلها أي شخص يرغب بإقامة نشاط ثقافي بالأندية الرياضية آنذاك إلا أن المركز استمر لأكثر من شهر ونصف الشهر ولايمكن أن أنسى مدى الإقبال من قبل الشباب وحرصهم على الحضور مبكراً والانصراف متأخرين! وبسبب تلك التجربة الشخصية فأنا مؤمن بضرورة المراكز الصيفية وأهميتها في استثمار وقت الشباب، وفي هذه الأيام يتم تناول نشاط المراكز الصيفية ويطالب البعض بإلغائها وهو لايقدم الدليل عندما يعتبرها خطراً على شبابنا ويدعو لإلغائها والتخلص منها لكن الثابت أن للمراكز فوائد ثقافية وترفيهية واستثمار لوقت فراغ الشباب بما يفيد، هناك سلبيات بالتأكيد تحدث في أي برنامج أو نشاط جماهيري وذلك يعود للمنفذين للبرامج وليس لفكرة المراكز التي اهتمت بها الدولة لاحتضان الشباب وتهيئة أماكن رسمية وبيئات صالحة لقضاء وقت الفراغ في الصيف! أنا هنا أقف مدافعاً عن المراكز الصيفية لقناعة تامة بأهميتها وضرورتها ولكن ذلك لايمنع من الإشارة إلى أن بعض البرامج والمشاهد والأناشيد من الضروري الانتباه إليها التي يتم تداولها دون قصد فمثلاً ما يقدم من فقرات ومشاهد وأناشيد يكون (بعضها) متشنجاً وسوداوي النظرة إلى الحياة ويغلب على الأناشيد البكائية والحزن والتعرض لقضايا سياسية دولية تطرح بشكل لايتناسب مع المكان والزمان! وهذه النوعية من الفقرات موجودة حتى في الحفلات الختامية للمدارس التي أحضر عدداً منها وهي لا تتفق تربوياً مع ضوابط الحفلات التي تحددها وزارة التربية ومن أضرارها أنها تقوم بتحميل طفل صغير مسؤولية أمة كاملة! فكرة الإلغاء لأي مشروع يكون له سلبيات هي طريقتنا المسجلة في التعامل مع الأمور حتى أن (الفتحة) في الرصيف التي تمكن الناس من الدوران إذا وقع بسببها حادث قام المرور بإغلاقها رغم أنها تخدم حياً بأكمله! عملاً بالقول المشهور (الباب اللي يجيك منه ريح...!)
الخوف على الوطن وشبابه لايكون بالتمترس ضد الآخرين وإلصاق التهم بنشاطهم بل بالتعاون معهم وكشف السلبيات أمام أعينهم إن وجدت.المراكر الصيفية لا تختلف كثيراً عن الجو العام في المدارس وهي بحاجة إلى متابعة جيدة من قبل وزارة التربية أسوةً بأي نشاط وبأي برامج حيث من غير المستحسن أن تترك البرامج للاجتهادات لابد أن يكون هناك تقييم مستمر وخطوط عامة وبرامج واضحة لهذه المراكز وأعتقد أن ذلك موجوداً لكن فكرة الإلغاء والتقليل من جهود الآخرين ليس أمراً جيداً، فالشباب يتعطشون لملء وقت فراغهم بما يفيد من البرامج خلال الإجازة فليس هناك الكثير من البدائل أمامهم هذا أمر نعرفه جميعاً.
بلاشك نطمح إلى أن تتطور تلك المراكز لتجتذب أكبر قدر من الطلاب كما نتمنى أن تجتذب جميع الطلاب وليس فئات معينة فالنجاح الحقيقي لأي نشاط هو قدرته على استقطاب نوعيات من الطلاب تحتاج إلى الرعاية وهذا هو مقياس الجاذبية والنجاح للمراكز الصيفية!!
|