أحد شبابنا يبكي دائماً تذرف عيناه الدموع يريد عودة طفولته البريئة، يتذكّر تلك الأيام الحلوة التي كان يقضيها مع أطفال المدينة ولعبهم المرح وتسليتهم البريئة هاهو الآن يبكي يريد العودة لقد بدأ يهزل أصبح ضعيفاً، لقد أنكره أحد أصدقائه، زاره في منزله ولكن كان لا يريد أن يتكلم مع أحد يريد أن يلعب مع الأطفال، يريد زينة الحياة يريد أحلى أيام العمر، أخذ الصديق يتكلم ويتكلم وينصح ذلك الشاب ويقول (كل الناس سوف يكبرون كل الناس سوف يموتون ويبعثون ويحاسبون على أعمالهم عند ربهم) وهكذا لا أذن صاغية ولا شيء، خرج الصديق من المنزل فانزوى الشاب الى أحد أركان المنزل وهو يبكي يحب الأطفال ويداعبهم والده ووالدته يغضبان لسوء تصرف ابنهم، فالأم لم يتغير حنانها عليه، فتقول له يا بني لقد كبرت وأصبحت شاباً يانعاً نضراً، كان يغضب وتحمر عيناه لسماع هذه الكلمات، كان الوالد أشد ذكاءً ويقول لزوجته اتركي هذا الشاب المدلل اتركي هذا الطفل وكان الشاب يحب أحاديث الأطفال وسمرهم، لقد ضاع مع الأيام وأصبح شاباً مدللاً لا يعرف إلا الطفولة ولا يتكلم إلا بها ويعتبر نفسه طفلاً رغم بلوغه السابعة عشر، يحب من يقول له أيها الصغير يحب من يمدحه بكلمات الطفولة الجميلة ومرت الأيام والشهور والسنوات والأب تارك ابنه للأيام تربيه، وفي أحد الأيام قام وغسل وصلى وأخذ يفكر بمستقبله الضائع، ثم إن الوالد قد دعا بعض الرجال لوليمة فكان الوالد الذي يشرف ويستقبل الضيوف لوحده والشاب يجلس كأنه غريب عن أبيه وعن الرجال لا يتحدث ولا يسمع كأنه صورة دعاه الوالد وقال لابنه، ألا تصب القهوة للرجال فاستحى الشاب لأنه يظن أنه طفل صغير لا يستطيع ذلك فألزمه والده على ذلك وارغمه ولكن سقطت الدلة من يده وبكى يصيح ويبكي كالطفل، لكن الرجال لم يخجلوه بل شجعوه وقالوا (لا يهم يا بني إنها أقدار الله) فيصب القهوة للمرة الثانية بشجاعة وتنسكب الدلة على رجله ولكنه صبر ولم يبك وذهب به للمستشفى ومن مدة مجالسته للرجال أخذ يسمع الأحاديث ويتعلم الآداب وأصبح رجلاً عاقلا فتزوج وأصبح من خيرة الشباب.
سعود العبدالعزيز الفايز |