* تحقيق - منصور نايف الحربي:
تنتشر الشقق المفروشة في مختلف مناطق المملكة وخصوصاً المدن الكبيرة انتشاراً كبيراً وكل يوم هي بازدياد ويملكها العديد من رجال العقارات وبعض الشركات الفندقية المتخصصة وهي تخدم بلا شك شريحة كبيرة من المواطنين إلا أن من المآخذ على بعض ملاك هذه الشقق هو اعتمادهم بشكل رئيس على العناصر الوافدة في مجال الاستقبال ويندر أن تجد سعودياً واحداً ولو وُجد فهم قلة، وتجاهلهم لقرارات لجان السعودة ومجلس القوى العاملة بهذا الخصوص مما أدى إلى إهدار فرص وظيفية كثيرة أمام العديد من أبناء الوطن.
فرص وظيفية مهدرة
في البداية يقول محمد العوي الهبيري إن مثل هذه الفرص الوظيفية يجب ألا تغفل عنها الجهات المختصة حيث إنها توفر وظائف عديدة للشباب الذين لم يتسن لهم الحصول على وظيفة حتى الآن ولو فتشنا المنازل حتى بجوار بعض هذه الشقق لوجدنا أن في كل بيت شاباً أو شابين ليس لديهم وظيفة وأصبحوا عالة على أُسرهم ولأن الحياة بظروفها حكمت عليهم بمثل هذا فإنه لا ينبغي تجاهل هذه الفرص بل يجب تدريبهم وتبنيهم وأنا واثق من نجاح الكثير منهم وليس صحيحاً ما يُشاع عن أن السعودي غير ناجح في مثل هذا فالسعودي مبدع ومنتج إذا أُعطي الفرصة المناسبة فبدلاً من أن يكون الشباب عالة في المجتمع يصبحون منتجين وان الجهات المختصة يجب أن تعرف دورها في كيفية تحقيق هذا.
نظرة اقتصادية
ويرى ماجد لافي الفريدي أن يُنظر لهذه القضية من منظور اقتصادي فعندما يتسلّم السعودي مرتبه من صاحب هذه الشقق فإنه يعود إلى بلده في النهاية ويصرفه على نفسه وأهله وستكون النتائج أحسن بكثير مما هي عليه ويضيف اننا بحاجة فعلاً إلى تبني آلية نستغل بها هذه الفرص والمؤلم ما نراه من أصحاب تلك الشقق برفضهم لبعض المتقدمين إليهم من الشباب بحجج واهية وأفكار زائلة وكان من الأولى أن يبادروا بخدمة أبناء بلدهم بدلاً من أن تجبرهم الأنظمة على ذلك.
استقبال وطني
أما باجد هلال فيقول من خلال تصور آخر لهذه القضية إن سير السعودة بهذا المجال يعمق الإشكال القائم حولها لأنه بطيء جداً وهذا مخالف لقوانين السعودة التي قِيل عنها إنها ليست شعاراً يرفع بل قضية محسومة لصالح أبناء هذا الوطن وبما أن المدن الكبرى يزورها أناس من خارج المملكة كدول الخليج مثلاً فإن المُستقبل بتلك الشقق يكون هو العاكس لطبيعة أهل البلد الحضارية فإذا كان سعودياً فهو من باب أولى أن يكون عند حسن الظن والمقابلة يجب أن تكون لائقة من المضيف تجاه ضيفه ولكن المرحلة المعاشة حالياً لدى هؤلاء أقصد الملاك والشباب بحاجة إلى تدخل سريع وحازم من قبل المعنيين بهذا الشأن.
وشارك في هذا التحقيق محمد العبيد وهو أحد النزلاء بإحدى الشقق المفروشة حيث يقول من المؤكد أن التغاضي عن مثل هذه الوظائف له تبعاته السلبية اجتماعياً حيث ينزلق بعض الشباب بحكم وقت الفارغ لديهم في مزالق خطيرة تعود بنتائج سلبية على الجميع وأستطيع القول إنها ذات فوائد وأضرار في نفس الوقت فأما من أضرارها إذا صرف النظر عنها ما اسلفت ومن فوائدها احتواء الشباب بعمل يقتل فراغهم ويستفيدون منه وفق نظام عمل يحفظ للجميع حقوقهم وتشرف عليه اللجان المختصة بمثل هذا الشأن.
إحصائيات وأرقام
مانع أبو زوايد قال إنه لو تم وعملنا إحصائية لهذه الشقق المفروشة بالمملكة لاتضح وبجلاء لكم ما تتكلمون عنه وتناقشونه في تحقيقكم هذا فبالفعل وظائف كثيرة ولكني أؤكد أن بعض مناطق المملكة قد انتبهت لهذه القضية وفرضت نظاماً يجبر الملاك على سعودة الشقق ورأيت بنفسي مثل هذا ولكن لا تزال بعض المناطق تغفل عن هذا لا أعلم عمداً أم بغير عمد ويا حبذا لو تم تعميم هذا النظام واستفاد أبناء البلد منه أسوة بمجالات السعودة الأخرى وماذا يضير لو تبدأ الجهات بعمل الدراسة المناسبة وإعادة النظر في أوضاع هذه الشقق وتصحيح أوضاعها وسعودة موظفيها ففي ذلك مصالح وطنية داخلية كثيرة وأضرب مثالاً: يكون المواطن السعودي أفضل متعاون مع الجهات الأمنية التي تراقب هذه الشقق أمنياً.
رواتبها ضئيلة
ولكي نرى وجهة نظر الأجنبي بهذا الموضوع التقينا بالسيد حمادة وهو مصري يعمل موظف استقبال بإحدى الشقق المفروشة فقال إن الملاك يستعينون بنا لأننا الأقدر على تحمل متاعب هذه الوظيفة والاقتناع براتبها فأنا أحبذ أن يعمل الأخ السعودي مكاني ولكني مقتنع بأنه لن يرضى بمثل هذا الراتب مقابل العمل الذي هو عبارة عن 12 ساعة متواصلة ولا يتخللها راحات أسبوعية فالسعودي بحاجة إلى يوم إجازة ومقابل مادي أكثر من راتبي هذا، فهي في الحقيقة متعبة قليلاً إلا أن يغيّر نظام العمل بها، ولذلك غالبية الملاك يوفرون على أنفسهم موظفاً آخر وهذه هي طرق الاستثمار.. وبسؤاله مرة أخرى عن راتبه قال إنه يتقاضى 1200 ريال شهرياً مع السكن.
وقال محمد وهو سوداني يعمل موظف استقبال أيضاً ماذا تريدون منا دعونا (نشوف رزقنا ولا تقطعوه علينا فهي مصدر رزق لنا وأكل عيش وأتينا من بلادنا للعمل هنا) فقاطعناه ألا ترى أن ابن الوطن هو أحق بها منك؟ فأجاب بنعم ولكن أمامه مجالات متعددة أخرى وأردف يقول أعلم أن السعودي ليس مكانه هنا بل العمل المريح الذي يبحث عنه دائماً وبسؤاله عن راتبه قال إنه يتقاضى 1100 ريال قابلة للزيادة لاحقاً لكنه جديد حالياً بهذه المهنة، وموظف الاستقبال الوافد بإحدى الشقق اكد انهم بحاجة إلى موظف استقبال آخر سعودي يقوم مقامه حيث انه هو المدير المسؤول، وموظف استقبال آخر أخرج لنا بطاقة أحوال سعودية ليؤكد لنا أن هذا الموظف يوجد لديهم في الفترة الصباحية وأنهم يوظفون السعوديين!! وموظف استقبال آخر قال إن مالك الشقق لا يرغب في توظيف سعوديين!!
|