ابلغ الدروس التي نتعلمها من الصحراء هو .. إرادة الحياة .. القيامة .. تحدي السكون والرماد .. والجذوة التي لا تستسلم .. عندما أتأمل مشاهد الجدران المهدمة عقب حوادث التفجير في الرياض .. وجثت القتلى .. والرعب والفجيعة .. أستطيع لدقائق أن أتوجع من شدة بشاعة المنظر في آنيته .. في وقته الحاضر .. لكن حين أرجعه إلى سياقه التاريخي, عندها أعرف بأن الجسد بدأ يتطهر من أدرانه ، وأن الأورام بدأت تطفو على السطح .. فيتخلص منها الجسد إلى الأبد.
نعلم جميعاً أن الأمم تنهض من وسط رمادها وركامها وأن الصحراء الهامدة سرعان ما تهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج.
ثقافة الظلام التي كانت تحرم معالم الحياة, ثقافة العنف والدمار وإقصاء الآخر ، ثقافة الهاجس الجنسي ضد المرأة التي كانت تبني سراديب سوداء مظلمة ضد إنسانيتها وتواجدها وإبداعها وحضورها الإنساني ، الثقافة التي ترفض كل المنتج العالمي على مستوى الفكر والفنون والآداب ، وتكتفي به على مستوى المتفجرات والأسلحة ومواقع الإنترنت الملغمة بالحقد.
هذا ماكنا عليه وهذا ما أودي بنا إلى مهلكة الرماد .. ولكن أهم درس صحراوي نصل إليه هو إرادة الحياة .. الأمة تنهض من عصر الدهاليز المظلمة .. ماذا حدث هذا العام فقط .. تسعة قرارات صادرة عن مجلس الوزراء خاصة بعمل المرأة, مشاركة المرأة في الحوارات الوطنية, تخلص المرأة التي تريد التجارة من الكفيل الغارم والكفيل ، منظمة حقوق الإنسان, مناقشة مشاكل المرأة في الصحافة بكثير من الوضوح والشفافية .. انه قانون الصحراء الأزلي من قلب عتمة الموت.
|