يا طائر الشرق الجريح ألا ترى
هذا الغناء حماقة تتردد
قد عشت في الروض النضير مغردا
لم تخش نأيا أو تخف من يطرد
والوكر عش هادئ في ظله
يشجيك صوت فراخك المتردد
أنسيت أنك قد طردت ولم يعد
في الروض عش عشت فيه تغرد
أين الفراخ وأين وكر ضمهم
قد نالهم سهم العدا فتبددوا
ومضوا وكل ناله من بؤسه
شرقا وغربا بالغناء يهدد
يا طائرا قد حطمت أيدي العدا
وكرا فعشت مشردا لا تنجد
أمست ديارك لا يرى في ظلها
الا الطريد وقد علاه الأوغد
فعلام تصبيك الحياة وأنت ذا
من غير أرض في البلاد مشرد
وعلام تصدح والرياض يلفها
هذا الظلام وليس فيها منفذ
القدس والارض المبارك حولها
والنهر والغصن النضير الأملد
أضحت جميعا في اسار معربد
شرب الحميا فاستوى يتمرد
قد صم عن صوت الثكالى أذنه
ومضى يشد بأزره مستعبد
قد عربدت في صدره أضغانه
فغدا بكل صغينة يسترشد
توحي اليه بأن ملكا شاده
لا بد يحميه الحديد الاسود
والقتل حيث القتل أمسى شريعة
عند اليهود وما سواه يعضد
أني لابكيك الحياة فلا تلح
الا حزينا بالرثاء تردد
فعسى عيون لم تزل في نومها
تصحو فيجري دمعها المتجمد
وعسى نفوس لم تزل في غفلة
تصحو ويصحو حسها المتبلد
لترد بالقتل الذي هو شرعة
أرضا ومجدا كاد منها يفقد
يا طائرا مني عليك تحية
فعسى زمانك بالسرور يجدد
وعسى أراك على الغصون مغردا
لم تخش نأيا أو تخف من يطرد