في مثل هذا اليوم من عام 1943م، بدأ الجنرال دوجلاس ماكارثر عملية (كارتويل) وهي هجوم متعدد الاتجاهات على (جزيرة رابول) والعديد من الجزر في بحر السولومون في جنوب المحيط الهادي. استغرقت هذه العملية تسعة أشهر كاملة وتم خلالها الاستيلاء على المزيد من الأراضي الخاضعة الواقعة تحت السيطرة اليابانية، وبالتالي اضعاف السيطرة اليابانية في الشرق.
كان الهدف الأساسي وراء (كارتويل) هو تدمير الحاجز الياباني في أرخبيل بيسمارك (وهو عبارة عن مجموعة جزر شرق غينيا الجديدة في بحر السولومون).
وقد اعتبر اليابانيون هذه المنطقة حيوية لحماية ممتلكاتهم في الهند الشرقية والفلبين. أما بالنسبة للحلفاء فقد كانت (جزيرة رابول) في بريطانيا الجديدة مفتاح الفوز للسيطرة على مسرح العمليات، حيث كانت مقراً للبحرية اليابانية وقاعدة رئيسية.
ففي الثلاثين من يونيو بدأ الجنرال ماكارثور، القائد الاستراتيجي للمنطقة، هجوماً متزامناً على غينيا الجديدة وعلى جورجيا الجديدة، كمناورة تمهيدية للهجوم الأكبر على رابول. كان الإنزال بجورجيا الجديدة بقيادة الأدميرال ويليام هيسلي صعباً بسبب الأعداد الكبيرة للمواقع العسكرية اليابانية الموجودة هناك والمناخ القاسي ووعورة سطح الأرض.
وكانت هناك حاجة ماسة للإمدادات الأساسية قبل السيطرة على المنطقة في أغسطس. يذكر ان من أهم توابع عملية كارتويل كان درساً مهماً في الاستراتيجية المستقبلية. فبطء الحلفاء في عملية الغزو أعطى اليابانيون الفرصة لإعادة التجمع وتكوين خط دفاعهم التالي.
بعدها قرر الحلفاء تطبيق استراتيجية جديدة بترك جزر معينة أو أجزاء منها للعدو بدلاً من إضاعة الوقت الثمين وإهدار القوات البشرية في القتال من أجل مكاسب ضئيلة. فما كان من ماكارثر إلا ان لجأ إلى تطبيق خطة (التقدم بثقة) والتي من خلالها ترك بعض الأماكن القليلة تحت السيطرة اليابانية من أجل التركيز على (صيد أكبر).
|