* كتب زبن بن عمير:
تباشرنا خيرا عندما قرأنا عن خبر لبرنامج شعري تُرصد له ميزانية ضخمة باسم (جواهر) وسيتم بثه مواكبة لانطلاق فضائية دبي بحلتها الجديدة المتكاملة الروعة، رأينا أسماء المعدين فلم نقرأ اسما غير معروف أو اسما عاديا بل رجالا لهم قيمتهم، وقرأنا اسم المقدمة فذهلنا وتوقعنا أن هناك خطأ ربما ستكون مقدمة للشارة أو أغنية أو أي شيء، فكان لابد لنا من أن نصمت احتراما لاختيار المسئولين ونراقب لعلنا مخطئون، فانتظرنا الحلقة الأولى وقلنا إنها بداية وسيتحسن الأمر بالتالية، وانتهت هي الأخرى كسابقتها وجاءت الثالثة وهي ثابتة؛ لأن المفروض أن يتلاشى بعدها كل تخوف ورهبة بل وسيتحسن الأمر، ولكنها كانت باهتة.
لم أرِد الكتابة عن جواهر لكي لا يأتي من يقول بأننا ضد البرامج أو كذا أو كذا، فانتظرت ليكتب غيري ولم يتم ذلك، فعدت إلى ما نحن فيه وعليه، وما تعلمناه في الصرح الإعلامي (الجزيرة) وما فعلناه هنا بمدارات، وعرفت أن من الواجب توضيح الحقائق للقارئ وتعديل الأمور.. فالجزيرة صاحبة ريادة في الصدق والموضوعية ومنها استقينا ذلك.. ومما زادني استغرابا هو كيف يظهر سعد زهير ليقول بأن فضل الجنادرية يعود لجابر القرني؟!
لا أدري هل كان سعد يريد تقديم معروف لجابر؟ أجزم أنه قدم إليه إساءة معلنة لأنه لو سأل القرني لقال الجنادرية قبلي والفضل - بعد الله - للأمير متعب بن عبدالله المتابع لحظة بلحظة والقائم على نجاح هذا المهرجان ، فكيف يكتب التاريخ الشمراني ببساطة؟ وبأي مرجعية هذه وعلى أي أساس؟!
الأمر الآخر هو قصيدة سعد التي قالها عن الشعر بأنه عاد إليه لأنه لم يعد هناك شعر.. ولا أدري ما سر استعلاء هؤلاء الشعراء العاديين (وتطوسهم)؟ يظنون أنهم أشعر الناس؟ وهذا عيب، أين أنت يا سعد من شاعرية نايف ومساعد وسليمان وضيدان والمريخي وهلال ورشيد وحامد وفهد وعلي ومحمد وخالد محمد وغيرهم وغيرهم... لم يقلها أحدهم فتقولها أنت.
يا عزيزي ليس أنت ولا أي شاعر عظيم (يعز) الشعر، بل إن الشعر هو صاحب الفضل عليكم فلولا الشعر وساحته الرديئة غير المقننة لم تظهر لتحمل هذا اللقب ثم تلقي هذا الكلام.
ومما يسوء في البرنامج أنه يشعر المشاهد باستوديو الأخبار في ظل جمود مقدمته (المطربة) أريام وبرودها وعدم قدرتها على إدارة الحوار، بل وكأنها تلقن الأسئلة لتقذفها كما هي بدون أي أدوات الحوار الناجح.. إضافة إلى أن الضيوف ربما أدى خبث بعضهم إلى جعلها تغني له، وربما سذاجة الآخرين دعته لذلك.. فتخيلوا ضيفا شاعرا تغني له المقدمة قصيدة آخر؟
يا سادة من الضيف وما هو البرنامج.. شعر أم طرب؟
لا أعتقد أن أريام مهيأة لإدارة حوار، بل هي ضيفة ناجحة كمطربة مكانها استوديو فني لعمل حوار معها أو على خشبة المسرح لغناء وصلة فنية.. أما تقديم الشعر ومحاوريه فلا أظن.
تمنياتي أن تتقبل أريام هذا النقد بصدر رحب، كما هي حالتها، وأيضا لا يغضب مني معدِّو البرنامج من نقد وتوجيه مقدمتهم.. المهم هو أن يراجع سعد زهير نفسه كثيراً في أموره.
وللقارئ منا كل الاحترام والتقدير، والعذر لأننا أقحمناه في دائرة النقد التي تغضبه، ولكنه دائما ما يطالبنا بها.
|