تعريفه: القولون العصبي هو عبارة عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية وخاصة الأمعاء الغليظة التي تسمى القولون. وينتج عن هذا الاضطراب آلام في البطن مصاحبة بزيادة في الغازات و نفخة في البطن مع صعوبة في التبرز أحياناً أو مع وجود إسهال أحياناً أخرى.
و يتميز هذا المرض بأنه ليس ناتجا عن أي خلل مرضي في القولون، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، إنما هي ناتجة عن تقلصات واضطراب في حركة الأمعاء.
تشنج القولون العصبي هو مرض مزمن وغالباً ما يستمر مع الإنسان لفترات وسنين طويلة. و يمكن أن تتردد أعراض هذا المرض لفترات معينة، و تخف أو تزول في فترات أخرى. وقد يلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية.
أسبابه
يوجد هناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية وتشنج القولون العصبي. فقد لوحظ أن المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق يوجد عندهم القولون العصبي بنسبة تفوق نسبة وجود هذا المرض في الأشخاص الآخرين. إن حركات القولون المعوية تنظمها مجموعة من الأعصاب والهرمونات ويظن أن تهيج القولون ينجم عن فرط في الحساسية، والذي يؤدي إلى تشنجه الشديد عند تعرضه لأي قدر من التنبيه المثير للتشنج مثل الضغط النفسي، البرد، الدورة الطمثية الشهرية، القهوة، المشروبات الغازية والأطعمة المنتجة للغازات.
أعراضه
في البداية أريد أن أنبه أن أعراض تشنج القولون العصبي قد لا تكون موجودة عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى بعضهم معظم هذه الأعراض، فلكل مريض نمط معين من الأعراض تختلف من حيث الشدة والتكرر عن المرضى الآخرين.
ومن أهم هذه الأعراض
1- آلام البطن، التي تكون في معظم الوقت في أسفل البطن ولكن يمكن أن تكون موجودة أيضاً عند بعض المرضى في أي موضع من البطن.
2- وجود انتفاخ و تطبل في البطن، وذلك بعد الطعام.
3- وجود اضطراب في عملية التبرز (إمساك أو إسهال) فأحياناً يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة وأحياناً يكون البراز سائلاً يشبه الإسهال وقد تتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال من وقت لآخر مع وجود عدم ارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من البطن.
4-خروج مخاط أبيض مع البراز.
5- الشعور في معظم الأحيان بالراحة بعد التبرز وخروج الغازات من البطن. وهناك أيضاً عدة أعراض أخرى قد تصاحب أعراض تشنج القولون مثل:
- آلام في البطن أثناء التبول والشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخذ الإبر في عضلات الصدر والكتفين.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
تشخيص المرض
يشخص تشنج القولون العصبي بعد نفي الأمراض الأخرى في الجهاز الهضمي. حيث يتم نفي وجود أي التهابات أو أمراض في الأعضاء الموجودة في البطن مثل وجود التهابات أو تقرحات في المعدة أو الإثنا عشر. أو جود حصيات في المرارة أو الكلية أو غيرها من الأمراض الأخرى.
ويتضمن التشخيص إجراء بعض الفحوص المخبرية الدموية أو الشعاعية، وتحليل وفحص البراز وتنظير المستقيم أو القولون. وهناك عدة أعراض لا يسببها القولون العصبي وعند وجودها يجب على المريض مراجعة الطبيب لمعرفة أسبابها وعلاجها مثل وجود دم مع البراز، ارتفاع في الحرارة، نقص في الوزن، وجود آلام في البطن أثناء الليل أو وجود إسهال شديد.
العلاج
هناك عدة أمور هامة جداً وتساعد على علاج تشنج القولون العصبي:
1- الحمية:
إن تناول الطعام المناسب يؤدي إلى تخفيف أعراض تشنج القولون عند كثير من المرضى، وينصح المريض عادة بأن يسجل الأطعمة التي تسبب له الإزعاج أكثر من غيرها، ثم يناقش هذه القائمة مع طبيبه للاتفاق على حمية توفر له المواد الغذائية الضرورية وتخفف من الأعراض المزعجة التي يعاني منها.
فعلى سبيل المثال نقص الألياف في الحمية يؤدي إلى تشنج القولون، وتعتبر الخضراوات والفواكه ورقائق الذرة وخبز النخالة (البر) من الأطعمة الغنية بالألياف، وقد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى وصف بعض الأدوية الغنية بالألياف لتضاف إلى حمية المريض، حيث تعمل الألياف على إبقاء القولون متوسعاً بقدر بسيط لمنع حدوث التشنجات وتفاقمها.
إضافة إلى ذلك تعمل الألياف على تنظيم عادة التبرز عند المريض مقللة من الإسهال ومانعة من الإمساك. وعلى المريض الذي يبدأ حمية غنية بالألياف أن يتوقع زيادة بسيطة للغازات في بطنه، وهذه الزيادة تكون مؤقتة تستمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن جسمه لن يلبث أن يتكيف مع الحمية الجديدة ويزول الإحساس بالنفخة.
كما وأن تناول وجبات صغيرة قليلة الدسم عوضاً عن وجبات كبيرة دسمة يساعد أيضاً على تخفيف الأعراض عند المرضى المصابين بتشنج القولون العصبي.
2- استعمال الأدوية:
هناك العديد من الأدوية التي تفيد في حالات تشنج القولون مثل الأدوية الغنية بالألياف وأدوية مضادات الإسهال الخفيفة وأدوية مضادات التشنج وأحياناً استعمال مضادات الاكتئاب للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة.
وأخيراً يجب أن نتذكر عزيزي المريض أن مرض تشنج القولون العصبي ليس مرضاً عضوياً، وإنما له علاقة كما ذكرنا في البداية بتشنج وتقلص جدار القولون الناتج عن فرط في حساسيته مما يؤدي إلى حدوث الأعراض.
ولقد أثبتت التجارب أن مرض تشنج القولون العصبي ليس له علاقة بالتهابات أو سرطانات القولون، ويجب على المرضى الذين يعانون من هذا المرض محاولة التعايش معه والاستمرار في ممارسة حياتهم وعملهم بالشكل الطبيعي.
* استشاري أول في الطب الباطني وطب الجهاز الهضمي - مستشفى المملكة |