في الوقت الذي أشدنا فيه بدوري أبطال العرب وثمنّا للاتحاد العربي لكرة القدم النقلة الإيجابية التي أحدثها التنظيم الرائع للمرحلتين الأولى والثانية والجهد الرائع المبذول من كل اللجان المشرفة مما أوجد منافسة مثيرة غاية في المتعة استحوذت على اهتمام ومتابعة رياضيي الوطن العربي وظلت مواجهاتها تحتل أولوية شدت الانتباه وسحبت البساط من المنافسات المحلية عبر مشوار امتد مشوار امتد لتسعة أشهر خاضت خلاله الفرق الأربعة المتأهلة للدور الثالث أربع عشرة مباراة وفق أسلوب تيح لها فرصة العودة للمنافسة وتفادي أي خسارة طارئة والاستفادة من دعم جماهيرها وكسب خبرة وتجربة ثرية جناها نجومها بنظام الذهاب والإياب الممتع والمنصف لنجد أنفسنا أمام وضعية أوجدها قرار الأمانة العامة للاتحاد العربي الغريب والعجيب وإجبارها الأربعة الباحثة عن اللقب الأول للعب ثلاث مواجهات متتالية لا يفصل بينها سوى يوم واحد وبأرض محايدة ووسط أجواء لا تعين اللاعب على الإبداع وفي محيط مدرجات شبه خالية إلا من أعضاء اللجان المنظمة لينسف كل الجهود ويشوه جمالية مراحل الحسم.ولأن الاتحاد العربي لكرة القدم اعتاد على الشفافية واشراك الأندية والاستماع لمقترحاتها والبحث عن الأفضل وإقرار ما هو في مصلحة المنافسة كمبدأ حرص صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد على ترسيخه والأخذ به بحثاً عن تواصل نجاحات المسابقات العربية وتجاوز الكثير من المعلومات والصعوبات والنموذجية في التعامل مع كل الأطراف واحترام وتقدير الرأي وعدم التفرد في القرار لذا كان وقع اعتماد مكان وتوقيت وأسلوب الدور نصف النهائي والختام مخالفاً لما اعتدناه تجاه أي خطوة يقرها الاتحاد على علاقة بمنافساته.
* فالأمانة العامة ولجنة المسابقات تجاهلت طلبات الأندية الأربعة ونداءاتها اتفاقها على عدم جدوى نظام الذهاب والإياب وإذا ما أصرت الأمانة على أن ترحل الأندية تجاه بيروت واغفلت مراعاة ظروف الأندية وأحقيقتها في منحها فرصة كافية للراحة وتفادي الإجهاد وحرمتها من حقها المشروع في الاستفادة من كل نجومها ومراجعة حساباتها وفرضت عليها التجمع دون مبرر منطقي مقنع مما أسهم في تدني مستوى المباريات الست وما حفلت به من الشد العصبي الذي غلب على بعض منها وأثمر عن تصرفات لا يمكن قبولها وتقبلها بدأت في الملعب وامتدت وتواصلت وأكملت مشاهدها المخجلة في مقر سكن الفرق الأربعة.ولم تكن عشوائية اختيار مكان البطولة في مرحلتها الختامية وحده المعبر عن الارتجالية المصاحبة لأكبر تظاهرة عربية أشرف على تنظيمها الاتحاد العربي لكرة القدم منذ تأسيسه.. وتضييق الخناق على الهلال والصفاقسي والإسماعيلي والزمالك وإجبارها على أن تواجه مصيرها وتركز جهودها لإحراز اللقب في مدة لا تتجاوز مائة ساعة. وهو ما وقع وجدت نفسها دون خيار أمام فرضية التعايش في أجوائه وكان من المتاح أن تأتي المحصلة النهائية لوضعية وترتيب الأندية بصورة مخالفة لما آلت إليه النتائج فيما لو وفقت لجنة الحكام لاختيار أسماء أخرى أكثر كفاءة وقدرة وعملت لجلب الأفضل وضمان الحياد والإنصاف والعدل الذي غيبته صافرة السوري كوسا والقطري أبو الهيل وكاد يحدث ما لا يحمد عقباه بمباركة الليبي المتواضع الشملاني ليخيم الفشل تنظيمياً وتحكيمياً على أهم مراحل الدوري العربي الموحد.
لذا فما نأمله أن تتم مراعاة السلبيات والعمل على تلافيها والاستفادة من الأخطاء ومواجهتها بدلاً من محاولة اخفائها وفتح قنوات الاتصال مع مسؤولي الأندية وكشف وتعرية ما رافق التنظيم من قصور وبخاصة في دورها نصف النهائي والتخلي عن العناد الذي تمثل بوضوح بحرمان جماهير كانت تنتظر اللقاءات الحاسمة لمساندة نجومها وحفزهم وعدم الإخلال بما هو متبع وسائد ومتعارف عليه وإيجاد لوائح صريحة شاملة يتم الأخذ بها للتعامل مع ما قد يحدث من انسحابات وتصرفات واعتراضات. ونبذ المجاملة التي تجلت بالتناقض والاختلاف في القرارات اتخذت بحق لاعبين كما الجابر والجمعان ومرزوق والودعاني وعبدربه ربما هي مستحقة إلا أنه لم يتبعها ما يماثلها في أحداث مماثلة.
|